بخلاف ما يجري على أرض الواقع، يحاول رئيس الحكومة المكلّف، نجيب ميقاتي، الإيحاء بأنّه يجهد لتأليف حكومة جديدة وبأنّ هناك شروطاً وعراقيل تحول دون ذلك، وفي هذا السياق، دعا إلى «التعاون» لحلّ هذا الملف، وقال إنّه مستمرّ في كلّ الجهود الرامية إلى تشكيل الحكومة الجديدة، طالباً، في المقابل، «مواكبة من جميع المعنيين لهذه الجهود، وعدم الاستمرار في وضع الشروط والعراقيل، في محاولة واضحة لتحقيق مكاسب سياسية ليس أوانها ولا يمكن القبول بها».
وقال، خلال رعايته في السراي الحكومي «خطة عمل السياسة الوطنية للشباب 2022-2024»: «فلنتعاون جميعاً لحلّ الملف الحكومي بما يساعد في إرساء المزيد من الاستقرار السياسي وتجنّب سجالات عقيمة لا فائدة منها، خصوصاً أنّ الدستور واضح في كلّ الملفات، ولا مكان للاجتهاد في معرض النص».

ورأى ميقاتي أنّ الحكومة «تواصل العمل بكلّ جدّ ومثابرة لمعالجة ما أمكن من مشكلات طارئة ومزمنة بالتوازي مع استكمال الخطوات الأساسية لخطة تعافٍ متكاملة بدأنا بها مع صندوق النقد الدولي».

ولفت إلى أنّ «جلسات الموازنة العامة التي ستبدأ غداً في مجلس النواب تمثّل دعامة أساسية من دعائم النهوض والحل»، آملاً أن «تجري مناقشتها بروح التعاون الإيجابي بين الجميع بعيداً عن الانتقاد السلبي أو المزايدات، لأنّنا لا نملك ترف الوقت أو السجال في ظلّ هذا الكم الهائل من المشكلات».

واعتبر أنّ «التحدي الأساسي الماثل أمامنا يتمثّل بوقف نزيف الهجرة الذي يستنزف شبابنا وشاباتنا وإعادة الثقة أوّلاً بالوطن وقدراته ومن ثمّ بمعالجة عوامل الانهيار التي أوقفت بشكل كبير الدورة الاقتصادية في البلد».