للعمداء والمديرين ما يقولونه في موضوع "كسر" الإضراب، الذي حصل، بقرار من مجالس الكليات، وفي بعض الأحيان، بالتنسيق مع الهيئات الطالبية، كما يقول عدد منهم. ترى عميدة كلية الزراعة، نادين ناصيف، أن الهجوم على الإدارات والعمادات ليس في محله، لأن "تمرير الامتحانات يصبّ في المصلحة العامة وللطلاب علينا حق مكتسب بالقوانين، ولا يعني إجراء الامتحانات أننا ضد الإضراب، فنحن أساتذة قبل أن نكون عمداء، ولا أحد يقف ضد مصالحه، لكن لا أفق للتحرك كما هو عليه اليوم، فيما هدفنا الحفاظ على استمرارية الجامعة وعدم المساهمة في تخريبها"، لافتة إلى أن هناك "أعداداً كبيرة من الطلاب قدّموا طلبات للحصول على إفادات ومغادرة الجامعة، ولو لم نجرِ الامتحانات لكان الوضع أسوأ".
من جهتها تنفي عميدة كلية الصحة، حسناء بو هاورن، أن يكون الإضراب عُلّق بالمعنى الرسمي فهو موجود ومؤثر، "وغير صحيح أن الامتحانات تسير بشكل طبيعي، فالملف شائك، وهناك تفاوت بين كلية وأخرى وبين فروع في الكلية الواحدة وأقسام داخل كلّ فرع حتى، وبصراحة لا يمكن أن نختتم العام الدراسي في ظلّ هذا الجو، ففي كليتنا مثلاً لم تستكمل بعض الفروع الدروس، وأخرى لم تستكمل الامتحانات". وتشير إلى أن بعض المتعاقدين طلبوا منا تنظيم امتحاناتهم لكونهم حصلوا على فرص خارج الجامعة، ويريدون أن ينهوا التزاماتهم معها. وترفض الكلام على أي تهديد مارسه العمداء بتوقيف عقود أو ما شابه للأساتذة الملتزمين بقرار نقابتهم، مشيرة إلى أن الكلية باتت تحتاج إلى كلّ أستاذ، نظراً إلى خسارتها للأساتذة بسبب الهجرة أو غيرها.
مدير الفرع الأول في كلية الحقوق والعلوم السياسية، جهاد بنوت، يقول إنه اتخذ قراراً فردياً بإجراء الامتحانات، بعدما "حكّمت ضميري لإنقاذ مستقبل الطلاب الذين بدأنا نشعر بنزيف في أعدادهم". وفيما يتساءل ما إن كانت هناك أهداف مشبوهة لضرب الجامعة، يؤكد أن الردّ الأفضل هو "الاستمرار في الحياة الجامعية والضغط في الشارع عبر تنظيم تحرّكات متفرقة ضاغطة في وجه السلطة". بنوت يشدد على أن هذه الخطوة "ليست موجهة ضد الرابطة التي "نثني على جهودها في الدفاع عن حقوق الهيئة التعليمية والإدارية".
لكلية الهندسة خصوصية، كما يوضح مدير الفرع الثالث في الحدث حسن شريم، إذ أنجزت امتحاناتها النهائية ومباراة الدخول قبل إعلان الإضراب، وهي جاهزة لبدء عام دراسي جديد في اللحظة التي تعلن فيها الهيئة العامة فكّ الإضراب. ويقول إنها كلية صغيرة ولا تجوز مقارنتها مع كليات كبيرة مثل الآداب والعلوم حيث الوضع معقّد أكثر، مؤكداً وجود "خطة للعام الدراسي المقبل حيث سنطبق التعليم المدمج الذي أثبت فعاليته في العام الماضي".
أما كلية العلوم فقد بدأت امتحاناتها النهائية، لكن بدت لافتةً نسبة الغياب المرتفعة للطلاب.