لا يزال ملف الترسيم البحري مع العدو في رأس أولويات المسؤولين في لبنان، وسط أجواء داخلية تعيد التعقيد إلى الملفات الداخلية، حيث كان البارز أمس دعوة الرئيس نبيه بري النواب إلى جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية الخميس، فيما عادت الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة إلى مربع الجمود.في الملف الرئاسي، بدا رئيس المجلس وكأنه فاجأ كثيرين بدعوته إلى جلسة لانتخاب رئيس. وهو قال لزواره إن قراره «طبيعي» ربطاً بالمهل الدستورية من جهة، ومنعاً لاتهامه والفريق الذي يمثله بعرقلة الاستحقاق. لكن ردود الفعل الصاخبة جاءت من جانب فريق القوات اللبنانية و«قوى التغيير» التي اعتبرت أن بري يحاول خلط الأوراق واتهمته بالتراجع عن تعهّده بعدم الدعوة قبل بروز ملامح توافق على الرئيس الجديد، وسط غموض حول من يمكن أن يتغيب أو يعطل النصاب. لكن الأكيد أن تحديد موعد الجلسة شكل عاملاً محفزاً لكثيرين على تسريع المناقشات للاتفاق على رئيس جديد، لا سيما الفريق الذي يخضع لوصاية الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، إذ يركز الطرفان على إقناع القوى المعارضة لتحالف حزب الله – أمل – التيار الوطني الحر بتسمية مرشح مشترك.
وقالت المصادر إن السعودية تمارس ضغوطاً كبيرة على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لإخراجه من دائرة التحالف أو التسويات مع حزب الله عبر الرئيس بري، وسط مؤشرات سلبية من كون الانقسام قد يؤدي إلى خلافات تمنع تأمين النصاب لفترة طويلة ما قد يتسبب بالشغور الرئاسي.
وفي ملف الحكومة، عادت العراقيل من جديد وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن عدم تشكيل حكومة كان الجميع موعوداً بها خلال الأيام المقبلة. وعادت أوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى اتهام التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل بوضع شروط سياسية تمنع تشكيل الحكومة، بينما تؤكد أوساط التيار أنه مع تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن ولكن ليس بأي ثمن، وأن هناك حاجة للاتفاق على دور الحكومة في الفترة الفاصلة وضرورة اتخاذ قرارات كثيرة خصوصاً في حالة الشغور الرئاسي.

إسرائيل: تفاؤل أكبر بالترسيم
على صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو، لم يطرأ جديد على المتابعات اللبنانية التي كررت توقع وصول مسودة خطية من الوسيط عاموس هوكشتين خلال يومين، وهو الأمر نفسه الذي أشير إليه أمس في تل أبيب،
وكشفت القناة 12 العبرية أن إسرائيل تلقت بلاغاً بأنه في الأيام المقبلة ستقدم واشنطن مسودة الاتفاق بكل تفاصيله، وأن الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية، مدعوتان إلى اتخاذ قرار بالموافقة. وبعيداً من الدخول في التفاصيل ستتم التسوية بين المطلبين اللبناني والإسرائيلي، عبر خط وسطي يمكن للدولتين التعايش معه.
واشنطن والرياض تضغطان على حلفائهما بتسمية مرشح مشترك ومحاولة لاستمالة جنبلاط


أما القناة 13 فاعتبرت أن جلسة المجلس الوزاري المصغر المفترض أن تنعقد الأحد المقبل، لمناقشة هذه القضية، بمثابة مؤشر على اقتراب موعد التوقيع بين لبنان وإسرائيل، بخاصة أن هذا المجلس هو المعني بالمصادقة النهائية والنقاشات الرسمية تجرى ضمن إطاره.
وواصلت قيادة العدو التمهيد لتأجيل عمليات الاستخراج ريثما يوقع الاتفاق، فأعلنت من جديد انه لا يوجد تاريخ نهائي للبدء في استخراج الغاز من منصة كاريش في انتظار نتائج تجارب الضخ التي أجرتها شركة «إنيرجيان» الأسبوع الماضي.
في المقابل، قال المعلق العسكري في القناة، نير دفوري، إن إسرائيل تستعد لاحتمال أن يبادر حزب الله، في الأيام الأخيرة قبل التوقيع، إلى القيام باستفزاز يقوض الاستقرار في الشمال. وعلى هذه الخلفية، «عقد رئيس الحكومة عشية عيد رأس السنة العبرية، جلسة خاصة مع جميع القادة الأمنيين، تم خلالها بحث كافة السيناريوهات المحتملة في حال حصول تدهور أو تصعيد، والخطط العملياتية التي صادقت عليها إسرائيل في مقابل هذه السيناريوهات».