استبعدت السعودية فهد المولد من تشكيلتها في كأس العالم كإجراء احترازي بعد فشله في اختبار المنشطات في وقت سابق من هذا العام. جاءت نتائج اختبار اللاعب البالغ من العمر 28 سنة، والذي يلعب لفريق الشباب السعودي، إيجابية لعقار «فوروسيميد» المحظور الذي يستخدم كعامل إخفاء لمنع اكتشاف المنشطات. وقد أحالت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات الـ WADA القضية إلى محكمة التحكيم الرياضية، ولم تصدر المحكمة حكماً بعد. كذلك يواجه مدافع من منتخب كرواتيا لكرة القدم تحقيقاً بشأن اختبار إيجابي لمادة «إرثروبويتين» المحظورة التي تستخدم لزيادة قدرة الدم على حمل الأكسجين. وقال الاتحاد إن جلسة استماع الأسبوع المقبل، ستقرر ما إذا كان سيتم فرض تعليق مؤقت على اللاعب حتى يتم حل القضية، وهو الإجراء المعتاد في مثل هذه الحالات.
من خلال لوائح صارمة لمراقبة المنشطات وجمع العيّنات، تعتمد استراتيجية الـ FIFA لمكافحة المنشطات على التثقيف والوقاية، حيث تضمن شبكة عالمية من الأطباء إجراءات مراقبة تعاطي المنشطات بشكل مباشر ودقيق لا يترك مكاناً للغش. وتدير وحدة مكافحة المنشطات التابعة للـ FIFA برنامج مكافحة المنشطات لجميع المسابقات، والتي تطلب من اللاعبين المشاركة في مراقبة المنشطات في أي وقت. ينصب التركيز الأساسي على اللاعبين الموجودين في مجموعة الاختبارات الدولية المسجلة في FIFA، والذين إما يشاركون في مسابقة أو يستعدون لها.
تقوم الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بانتظام بتحديث قائمتها الخاصة بالمواد والأساليب المحظورة، لأنها تعزز الأداء أو تضر بصحة اللاعب أو تتعارض مع الروح الرياضية. سواء كانت المنشطات أو الكوكايين أو الأمفيتامينات، فإن أي مادة في قائمة المحظورات من الوكالة يجب أن تكون محظورة على اللاعبين. لا تحدد قائمة المحظورات هذه المواد فحسب، بل تشير أيضاً إلى ما إذا كانت محظورة داخل المنافسة أو خارجها. حتى المكمّلات الطبيعية يمكن أن تحتوي على مواد محظورة، والتي -إذا تم اكتشافها في مراقبة المنشطات- قد تؤدي إلى نفس العقوبات كما لو تم تناولها بأي شكل آخر.

أنقر على الرسم البياني لتكبيره

الطرق المحظورة
يعدّ تعاطي المنشطات عن طريق الحقن الوريدي، طريقة غير مشروعة لتحسين الأداء الرياضي، من خلال التعزيز الاصطناعي لقدرة الدم على حمل المزيد من الأكسجين إلى العضلات. في كثير من الحالات، تزيد المنشطات من كمية الهيموجلوبين (بروتين يحمل الأكسجين في الدم) في مجرى الدم. حيث أنّ زيادة الهيموجلوبين تسمح لكميات أكبر من الأكسجين بالوصول إلى عضلات الرياضي وتزويدها بالطاقة، وبالتالي زيادة القدرة على التحمل والأداء. الأنواع الثلاثة المستخدمة على نطاق واسع من تعاطي المنشطات هي:

1. نقل الدم
في الممارسة الطبية العادية، قد يخضع المرضى لعمليات نقل الدم لتعويض الدم المفقود بسبب الإصابة أو الجراحة. يتم إجراء عمليات نقل الدم أيضاً للمرضى الذين يعانون من انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء بسبب فقر الدم والفشل الكلوي، وحالات أو علاجات أخرى. وقد يستخدم الرياضيون عمليات نقل الدم غير المشروعة لتعزيز الأداء، وهناك نوعان:
النقل الذاتي: يتضمن ذلك نقل دم الرياضي نفسه، والذي يتم سحبه ثم تخزينه لاستخدامه في المستقبل.
نقل الدم المتطابق: في هذا النوع من نقل الدم، يستخدم الرياضيون دم شخص آخر من فصيلة الدم نفسها.

2. حقن الإريثروبويتين (EPO)
الإريثروبويتين هو هرمون تفرزه الكلى، ينظّم إنتاج الجسم لخلايا الدم الحمراء. في الممارسة الطبية، يتم إعطاء حقن الإريثروبويتين لتحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء، لعلاج المرضى الذين يعانون من فقر الدم المرتبط بمرض الكلى المزمن أو في مراحله النهائية. لكنّ الرياضيون الذين يستخدمون الإريثروبويتين، يفعلون ذلك لتشجيع أجسامهم على إنتاج كميات أعلى من المعدّل الطبيعي من خلايا الدم الحمراء لتحسين الأداء.

3. حقن ناقلات الأكسجين الاصطناعي
ناقلات الأكسجين الاصطناعي: هي عبارة عن مواد كيماوية لها القدرة على حمل الأكسجين، ولها استخدام طبي مشروع كعلاج طارئ عندما يحتاج المريض إلى نقل دم مع عدم وجود وقت كافٍ للعثور على التطابق المناسب لفصيلة الدم. يستخدم الرياضيون ناقلات الأكسجين الاصطناعية لتحقيق نفس التأثيرات المعززة للأداء، الموجودة بالأنواع الأخرى من منشطات الدم، إذ إن زيادة الأكسجين في الدم يساعد على تغذية العضلات.

التحقيقات العلمية
توجد اختبارات للكشف عن بعض أنواع المنشطات الدموية، ولكن ليس كلها. إذ لا يوجد حالياً، مثلاً، اختبار للكشف المباشر عن عمليات نقل الدم الذاتية. بدلاً من ذلك، يتم استخدام طرق غير مباشرة. تتضمن إحدى هذه الطرق مقارنة ملف دم الرياضي في وقت الاختبار بعيّنات الدم التي تم جمعها في الأوقات السابقة. تشير الاختلافات الكبيرة بين العيّنات إلى تعاطي المنشطات بالدم.
في عمليات نقل الدم المتطابق، يمكن الكشف عن تعاطي المنشطات عن طريق نقل الدم من خلال اختبار الدم. وفي ما يخص حقن الإريثروبويتين يمكن أن تكشف اختبارات الدم والبول عن وجود مادة EPO الاصطناعية. لكن EPO يبقى في الجسم لفترة قصيرة جداً، بينما تستمر آثاره لفترة أطول. هذا يعني أن فترة الاختبار يمكن أن تكون قصيرة جداً، لذلك يتم حالياً البحث عن طرق اختبار إضافية.
وفي ما يخص ناقلات الأكسجين الاصطناعي، يتوافر اختبار يمكنه الكشف عن وجودها وقد تم استخدامه للمرة الأولى عام 2004.

جمع عيّنات البول
يتحقق مسؤول مراقبة المنشطات من عملية جمع العيّنات لتجنب التلوث أو أي محاولة احتيال، حيث يحتاج المراقب إلى رؤية اللاعب بوضوح وهو يقدّم عيّنة البول. هذا يعني أنهم سيحتاجون إلى إزالة أو تعديل أي ملابس تحجب رؤية المراقب، بحيث يكون السروال الداخلي للاعب تحت ركبتيه وقميصه فوق الصدر. يحتاج اللاعب إلى توفير 90 مل على الأقل لعيّنة البول. يتم إرسال عيّنة اللاعب إلى مختبر معتمد من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لتحليلها.



جمع عينات الدم
يقوم مسؤول مراقبة المنشطات بتطهير البقعة على ذراع اللاعب حيث سيقوم بسحب الدم للاختبار. إذا كان من الصعب الحصول على ما يكفي من الدم للعيّنة، فسيتم تكرار العملية مرتين أخريين كحد أقصى. ثم يقوم المراقب بفحص وتوقيع نموذج مراقبة المنشطات الخاص باللاعب، وإعطائهم نسخة لسجلاتهم. يتم وضع عيّنة دم اللاعب في جهاز تبريد ثم تُرسل إلى مختبر معتمد من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لتحليلها.
إذا كان استهلاك المواد المحظورة غير مقصود يمكن أن يستمر الحظر لمدة تصل إلى عامين


تحليل العينة
يتم تحليل العيّنات بهدف التعرف إلى جميع المواد المحظورة التي يمكن اكتشافها. والمعدات المستخدمة لذلك هي عبارة عن تقنيات مصممة لتوليد «بصمة جزيئية»، تسمّى التقنية «كروماتوغرافيا» وهي عبارة عن طريقة لفصل المواد الطبيعية أو غير الطبيعية من خليط معيّن. إنّ الهدف من هذه التحليلات هو إمّا إثبات عدم وجود مواد محظورة في عيّنات البول المقدمة من لاعبين «نظيفين»، أو -في الحالات الإيجابية- تقدّم هذه التقنية أيضاً دليلاً كيماوياً على وجود مادة محظورة أو منتجات متحللة في البول. من ناحية أخرى، لا يمكن اكتشاف جميع المواد المحظورة المستخدمة في الرياضة باستخدام هذه التقنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعضها له نفس البنية تماماً مثل أشكالها الذاتية الطبيعية ومن الصعب جداً التمييز بينها.

ما هي عقوبات الفيفا على المنشطات؟
إذا ثبت تعاطي رياضيين عقاقير تحسين الأداء، يخضعون للحظر من ممارسة الرياضة لمدة تصل من عدة أشهر إلى مدى الحياة، بناءً على شدة الحالات الفردية. وإذا كان استهلاك المواد المحظورة غير مقصود، يمكن أن يستمر الحظر لمدة تصل إلى عامين.

التلاعب في العيّنات
أصبح التلاعب والإخفاء للالتفاف على اكتشاف المواد المحظورة في عيّنات البول، مشكلة خطيرة لمختبرات التحكم في تعاطي المنشطات، وقد كشفت القضايا الأخيرة عن مشكلة التلاعب بالبول باستخدام الأنزيمات، مما يعيق اكتشاف الأدوية مثل الإريثروبويتين أو أي هرمون ببتيدي آخر. تهدف هذه الطريقة إلى التخلص من هرمونات الببتيد من عيّنات التحكم في تعاطي المنشطات عبر استخدام أنزيم البروتياز الذي يحلل جميع البروتينات في البول.
باستخدام الاستراتيجيات التحليلية، تم تطوير بروتوكول يتيح تحديد الأنشطة المرتفعة لهذا الأنزيم في العيّنات والمنتجات المتحللة في البول، مما يساعد في تحديد ما إذا كان اللاعب الذي يتعاطى المنشطات قام بالتلاعب بعيّنة البول.



محكمة التحكيم الرياضية CAS
هي مؤسسة مستقلة، أنشأتها اللجنة الأولمبية الدولية، تقدّم خدمات لتسهيل تسوية النزاعات المتعلقة بالرياضة، من خلال التحكيم أو الوساطة، عن طريق القواعد الإجرائية التي تم تكييفها مع الاحتياجات الخاصة لعالم الرياضة. بالإضافة إلى دور الوساطة الرئيسي، تم إنشاء قسم مكافحة المنشطات التابع للمحكمة للاستماع والبت في قضايا مكافحة المنشطات كسلطة أولية. تتمتع المحكمة بسلطة تقرير ما إذا كان هناك انتهاك لقواعد مكافحة المنشطات أم لا، وكذلك لاتخاذ قرار بشأن أي عقوبة، إن وجدت. للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات الـ WADA الحق في الاستئناف أمام المحكمة في قضايا المنشطات.