عن عمر ناهز 98 عاماً، غادرت هذه الدنيا المناضلة الكبيرة والقيادية في العمل النسائي الوطني والقومي والأممي السيدة ليندا مطر وهي تحمل هموم وطنها، كما حملتها في مطلع حياتها النضصالية في هيئات ومؤسسات وفعاليات، ولا سيّما في لجنة حقوق المرأة التي ساهمت في تأسيسها، كما في تأسيس المجلس النسائي اللبناني الذي ترأسته منذ عام 1996 حتى عام 2000.لقد تميّزت الست ليندا في حياتها الطويلة بالعطاء الدائم على المستويات كافة، وبالدفاع عن حقوق المجتمع، وخصوصاً نصفه النسائي، وتميّز عطاؤها بالصلابة في النضال، والتواضع في الأداء، والالتزام في العمل، والدماثة في الخلق، فاستحقّت محبة الكثر واحترام جميع من عرفها، بمن فيهم من لم يكن متفقاً مع معتقداتها الفكرية وانتماءاتها السياسية، وهي التي يمكن تسميتها بـ«السنديانة اليسارية».
حين كرّمتها «دار الندوة»، يوم انتخابها رئيسة للمجلس النسائي اللبناني، احتشد في حفل التكريم لبنانيات ولبنانيون من كل المنابت والاتجاهات وألقيت كلمات مميّزة في هذه المناضلة المحبوبة لتواضعها، والمقدّرة لعطائها، والأصيلة في وطنيتها، والثابتة في الدفاع عن الحق وطنياً أو اجتماعياً أو إنسانياً أو نسائياً. ولا أنسى كلمات في الست ليندا سمعتها من العديد من رفاق دربها ونضالها، وأهمّها من رفيقة دربها المناضلة التي لا ننساها عزّة الحر مروّة – رحمها الله – التي قالت لي يوماً: الست ليندا هي من ذلك النوع الذي كلما عرفته أكثر أحببته أكثر واحترمته أكثر... رحم الله ليندا مطر، الاسم المحفور في الذاكرة الوطنية والنسائية اللبنانية والعربية والأممية والتي لم تفصل يوماً بين دورها في العمل النسائي ودورها في العمل الوطني والقومي والأممي.