شنّ العدوّ الإسرائيلي، فجر اليوم، عدوانًا جويًا على جنوب لبنان استهدف منطقة مفتوحة في محيط القليلة ومخيم الرشيدية في صور، اقتصرت أضراره على الماديات، وذلك بخلاف تهديد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بأنّ الردّ على إطلاق الصواريخ من لبنان «سيكلّف الأعداء ثمناً باهظاً»، في مؤشّر إلى مدى خشية العدو من تبعات أيّ تصعيد في وجه لبنان.
وفي حين ادّعى جيش الاحتلال أنّ القصف استهدف أهدافاً تابعة لحركة «حماس»، أعلن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية أنَّ «طائرات حربية صهيونية شنّت عند الساعة الرابعة من فجر اليوم الجمعة غارتين استهدفتا جسور الليمونة بالقرب من مفرق المعلية وسهل القليلة في خراج مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنّ القصف خلّف أضراراً في حظيرة ماشية من جراء سقوط صاروخ لم ينفجر بكامله بالقرب من حاجز للجيش عند مدخل الرشيدية. كما أدّى القصف إلى أضرار في محوّل الكهرباء في منطقة رأس العين وفي عبّارة مشروع متفرعة من برك البلدة وأضرار في المنازل والسيارات نتيجة الضغط الناجم عن القصف. من ناحيتها، أعلنت «المصلحة الوطنية لنهر الليطاني» أنّ الاعتداء الإسرائيلي «أدّى إلى تضرّر منشآت مشروع ري القاسمية في منطقة القليلة بشكل مباشر، حيث أصاب إحدى العبارات وجزءاً من قناة ري القاسمية التي تروي البساتين في منطقة القليلة وما بعدها».

في غضون ذلك، دانت «حماس» «العدوان الصهيوني السافر على لبنان باستهدافه محيط مدينة صور فجر اليوم»، مؤكدةً وقوفها وتضامنها مع لبنان والشعب اللبناني. وأشارت، في بيانٍ، إلى أنَّ هذا العدوان «يعكس حالة التوحّش لدى قيادة الاحتلال الفاشي، وسياساته التي تهدّد الأمن والسلم في المنطقة بانتهاكه سيادة الدول العربية الشقيقة وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك». وحمَّلت «الكيان الصهيوني وقيادته الفاشية كامل المسؤولية عن تداعيات هذا التصعيد الخطير». ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى «التحرّك العاجل لوقف جرائم الاحتلال وغطرسته وانتهاكاته التي تجاوزت كل حدود».

من جهتها، أعلنت «اليونيفيل» أنّها تبلّغت من جيش الاحتلال في وقت مبكر من صباح اليوم أنّه «سيبدأ الرد المدفعي على إطلاق الصواريخ». وأشارت إلى أنّ رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو على اتصال مع السلطات على جانبي الخط الأزرق، وأنّ «آليات الاتصال والتنسيق لدينا منخرطة بشكل كامل من أجل التهدئة، مؤكدةً أنّ الجانبين قالا «إنهما لا يريدان الحرب». واعتبرت أنّ ما حصل خلال اليوم الماضي «خطيرة وتنذر بتصعيد خطير».

وبالتزامن مع العدوان على لبنان، شنّت طائرات العدو سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، واعتدت قوات الاحتلال على المصلين خلال توافدهم إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر، فيما ردّت المقاومة الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه المستوطنات في غلاف غزة.