أما الفصل الثاني، فقد حمل عنوان «الإحياءات العاشورائية: الوظيفة والأهداف والأساليب». وقد ركّز على أسباب إحياء الذكريات، وأهدافها، وسبب إحياء ذكرى عاشوراء، وكيفية استعادة التاريخ الإسلامي. وانطلاقاً من ذلك، جرى تقويم كيفية إحياء عاشوراء في واقعنا الإسلامي اليوم.
يتوقّف الشيخ حسين الخشن عند الخلط بين التاريخي والعقائدي
وقد عرض الإيجابيات والسلبيات لكل نموذج، ليصل إلى بعض النتائج الهامة بشأن إحياء ذكرى عاشوراء، وما تتضمنه من مجالس وخطب. ثم خلص إلى «أن ثمّة مشكلات عديدة تعترض عملية البحث والتحقيق التاريخي وهي معضلة الخلق بين التاريخي والعقدي من القضايا، إذ عن قصد أو غير قصد تلبس بعض القضايا التاريخية لبوساً عقائدياً يجعل من مقاربتها محاولة مسّ بالعقيدة. وهذا فضلاً عن أنه يعبِّر عن خلل منهجي كبير على اعتبار أن لكل علم منهجيته وأدواته في الاستنباط والاستدلال. فإنه أمر غاية في الخطورة لما يترتب عليه من إسراء أحكام القضايا العقديَّة إلى القضايا التاريخية».
باختصار، الكتاب محاولة جدية لإعادة قراءة أساليب إحياء ذكرى عاشوراء وهو يستحق الدراسة والبحث ولو بأسلوب نقدي من أجل تطوير بعض المظاهر الأساسية للواقع الإسلامي نحو الأفضل.