برلين ـــ مروان عليخطفت كاترين شميدت (1958) أهم الجوائز الأدبية في ألمانيا وأبرزها من صاحبة «نوبل» لهذه السنة هيرتا مولر. «جائزة الكتاب الألماني» (25 ألف يورو) كانت من نصيب رواية شميدت «لن تموتي» بعدما كان مرجّحاً بقوّة أن تنالها «أرجوحة النفس» لهرتا موللر المشغولة حالياً. لكن اللجنة وجدت أنّ «لن تموتي» هي أفضل عمل روائي كتب باللغة الألمانية هذه السنة، بسب قدرة هذه الروائية والشاعرة على وصف أدق التفاصيل من خلال لغة شاعرية مدهشة وآسرة. تتناول الرواية قصة هيلين فيسيندال التي تصاب بجلطة دماغية فتفقد قدرتها على الكلام.
وهنا تسعى إلى الاستعانة بالذكريات لكن أوّل ما تحاول أن تتذكره كلمات زوجها «لن تموتي» ومن هنا تستمدّ الرواية عنوانها.
بقدرة فائقة، تصف لنا الكاتبة حياة هيلين فيسيندال واكتشافها فقدان القدرة على الكلام ومحاولة فهمها ماذا حصل لها. ويرى بعض النقاد الألمان أنّ «لن تموتي» هي سيرة ذاتية لكاترين شميدت التي أصيبت بنزيف في المخ قبل سنوات لأنّ تلك القدرة الهائلة على الوصف والموجودة في الرواية لا تأتي إلا من تجربة حقيقية معيشة. إنّها رواية عن الألم والأمل الذي يجعلنا نعيد اكتشاف الحياة ومعانيها وجمالها.
لكن من هي كاترين شميدت (الصورة)؟ ولدت كاترين شميدت في غوته التابعة لولاية تورينغن في ألمانيا الشرقية. بدأت مسيرتها الأدبية كشاعرة، فنشرت باكورتها الشعرية عام 1982 بعنوان «البوم شعري». وفي 1987، ألحقتها بديوانها الثاني «ملاك يحلق فوق مصنع الورق» فـ«صورة مائية مع ملاك» (1995).
بعدها، انتقلت إلى فضاء الرواية، فأصدرت باكورتها «حملة غونارليفنسن» (1998) و«نهايات بغيضة» (2000) وهي من روايات الخيال العلمي و«الطفل الملك» (2005). اليوم، تعيش كاترين شميدت في برلين مع أسرتها، متفرغةً لعملها الأدبي.