تجدر إحاطة التحية بأطر مجبولة بأسارير الإمكان والقول وقدرة الفعل، ليكون نَظْمُ الكلمات قولاً فاعلاً أمام فعل الإمكان الذي كان شغلك الشاغل...معلّمي! وكم يلزم من الجرأة لاستعمال «ياء المتكلّم» في آخر كلمة «معلّمي»، التي، وإن مرّت في خاطر القول أو في عمر الكتابة، استدرجت استجواباتٍ وأوجبت، في صفّها مع الحروف، استدراكَ مكامن الأوزان من المفعّل الى التّفعيل...

ففي مناداتك «معلّماً» إحكام القدرة بين الإمكان والقول والفعل والتّوكيل. ليس الإشكال بالتسمية من جهة اتباعها قولاً وفعلاً، بل الإشكال في خصوصية «الياء» التي تستدعي في «الأنا» المتكلّم انتقالاً من صيغة الفردية المخصوصة الى روح الشمولية اليونيفرسالية الجامعة؛ فيصبح إمكان استعمالها تفعيلاً ترانسندانتاليّاً، والا بَطُلَ مجال الاستعمال لا بل يكون استعمالها باطلاً!...
تَفرِض أصول التسميات و«تنقية» الكلمات، المكوثَ أمام حضرتك الصارخة صمتاً والفاعلة غياباً والخالدة موتاً...
يظلّلك العلم والعلمان والتعليم في جِبِلّةٍ فريدة، كأنّما منذ «البدء» كان لك الإمكان، ولأنه كان لك بدءٌ صَعُبَ عليك الإذعان الى بطالة عدم الإمكان...
معلّمي! ربما كانت هذه «الياء» التي أقف أمامها بحذر ووقار الاستعمال، هي بذاتها الدافع لحرصٍ تفعيليّ أوكلتني به. ولعلّني أثني بذاكرة ممعنة عمقاً على حفظها قولاً وفعلاً ورسالةً في إمكان القول الفلسفي العربي...
هي أمانة، تفتح مجال التّأويل في حضورك الغائب الذي يمكّن غيابك الحاضر، وترسم أداةً تتخطى الأفق الزمكاني لتحل بك، بعد طرحك إمكان القول الفلسفي العربي، إلزاماً لمواصلة البحث في القول والفعل...
بعبارة أخرى إنها إلزامية الإقرار بك «معلّما» وفي علم الأوزان «مفعّلاً»، نسقه من نوع آخر، حيث التفلسف ميادين وجولات تجعل كل ناطق بإمكان معرفة موسى وهبة، يعتبر غضّ النظر وعدم الإمكان، خللاً في حمل شعلة الإمكان...
أستاذي ومعلمي... تحية وبعد...

* أستاذة فلسفة عامة