بغداد | بدري حسون فريد (1927- 2017/ الصورة)، الرائد الفنّي المعروف، رحل أخيراً في أربيل بعد صراع طويل مع المرض. سرّعت الجلطة الدماغيّة التي تعرّض لها قبل أشهر من نهايته، ليغادر الحياة، تاركاً حسرةً في قلوب محبّيه وأصدقائه، في مقدّمتهم شريكة حياته ابتسام فريد.
سيرة ثرّة وتجربة لا يمكن إلا التوقف عند محطّاتها المتعدّدة، سواء على مستوى انجازه في المسرح، باخراج أعمال في أميركا منها «رحلة طويلة عن الوطن» (1964)، و«الشارع الملكي» (1965)، أيّام بعثته إلى شيكاغو لدراسة المسرح بعد العام 1961، وأخرى أخرجها في بغداد، بعد العودة إليها، منها «عدو الشعب» (1967)، و«مركب بلا صياد» (1973)، و«هوراس» (1987)، و«خطوة من ألف خطوة» (1994)، مثلما له أدوار عدة في السينما، منها فيلم «بابل حبيبتي».
كتب للمسرح أيضاً مسرحيات «بيت أبو كمال» (1969)، و«نشيد الأرض» (1974)، و«الحاجز» (1993). دوره في مسلسل «النسر وعيون المدينة» بقي راسخاً في ذاكرة العراقيّين، عندما مثّل شخصية «اسماعيل الجلبي» الذي خاض صراعاً مع صديقه القديم «قادر بيك» يوم أدّى دوره الفنّان الراحل خليل شوقي. مع هذا العمل الذي أنتج 1983 ازدادت شعبيته بين الناس؛ لنجاح الثيمة الدراميّة ومتابعتها الكبيرة من قبل الجمهور.
كان العام 1995 مفصليّاً في حياة فريد، إذ قرّر مغادرة العراق صوب المغرب، ليعمل هناك في جامعة الرباط مدرّساً لمادّة التمثيل، وليخرّج مئات الطلبة الذين شقّوا طريقهم الفنّي وحصل بعضهم على جوائز مهمّة.
عاد إلى العراق 2010، منتقلاً من بغداد إلى أربيل، لاغتصاب بيته في العاصمة العراقيّة اثر التهجير القسري الذي حصل أيّام 2006. هناك في مستقرّه الأخير، أشرفت زوجته على رعايته. إلا أنّ ذلك لم يعدم حقيقة أنّه دخل في غربة جديدة داخل بلده، معزولاً ومريضاً يشكو من المآل الذي يتداخل فيه الشخصي مع العام.
ولأنّ وزارة النقل تكفّلت بنقل جثمانه إلى بغداد التي وصلها السبت الماضي، كسر الحدث المحزن قرار الحظر الساري على مطارات كردستان.