ولد من أولادي

  • 0
  • ض
  • ض

عرفت عماد منذ صغره وعمره خمس سنوات، من خلال العلاقة التي تربطني بالعائلة وخاصّة الوالد محمد حشيشو ووالدته سناء. منذ ذلك الحين، كان عماد يترعرع بين التنوع الفكري الثقافي والموسيقي الملتزم بقضايا الشعوب الإنسانية. كان يراني دائماً هو وشقيقته الوحيدة نيفين في جلسات مع الأهل، فرح، حب وموسيقى وأغان. مع الوقت، طلب مني والده أن أهتم به موسيقياً. بقدر الإمكان، تابعت هذا الموضوع رغم صعوبة المسافات في ذلك الزمن الجميل. فاشتغل عماد على نفسه وكان قادراً على تحقيق جزء كبير من أحلامه. كان متخصصاً أصلاً في سماع الشيخ إمام. بعد فترة من الزمن، أصبح عماد قادراً على تحقيق أحلامه الفنية المتنوعة من خلال اتكاله على ذاته وهذه ميزة لا يستهان بها. وبعدما قابلته بعد سنوات عدة في شارع الحمرا في «مسرح المدينة»، فرحت به كثيراً وشجعته وكنت أتابعه دائماً من حيث لا يدري بمشاركاته الفنية في «مترو المدينة» بين الفينة والأخرى. كنت أدعوه الى جلسة حوار حول المتغيرات والأوضاع الحياتية طبعاً. كان يأخذ رأيي دائماً لأنه يعرف من أنا. حين طلبت منه أن يشارك معي في فرقة «الرحالة»، كانت لحظة حلم بالنسبة له خاصة مع إخوانه، أحمد الخطيب، سماح أبو المنى، علي الحوت، الذين انضموا قبله إلى الفرقة. قلت له بأن يأتي بآلة موسيقية جديدة هي «الفيولونسيل» التي أحبها كثيراً وشجعته أن يكمل عليها لأنها تشبهه. وعلى هذه الآلة، بدأنا التمارين ثم الأمسيات الموسيقية التي كان آخرها في «مسرح المدينة» قبل رحيله بخمسة أيام. وهكذا حصل. لذلك أعتبر أن ولداً من أولادي رحل. لكن سأكمل مع إخوانه المستمرين في هذا الفضاء الواسع الجميل.

0 تعليق

التعليقات