تنطلق الخميس الدورة الثالثة من «ملتقى بيروت السينمائي» التي تستمرّ حتى 26 آذار (مارس). اللافت في المبادرة تعاون جمعيات «بيروت دي سي» و«مؤسسة سينما لبنان» و«متروبوليس» من أجل بحث سبل تطوير صناعة السينما في لبنان والوطن العربي، ودعم الأعمال من أولى مراحل إنجازها وصولاً إلى عرضها.أنشطة عدة متوازية تنّظم في إطار الملتقى، الذي أقرّ منظموه لمسهم نتائج ملحوظة في الدورتين السابقتين. جاد أبي خليل (بيروت دي سي)، يشرح لنا أن النشاط الأساسي في الملتقى هو: «انتقاء 15 مشروعاً من العالم العربي، ودعوة منتجين ومدراء مهرجانات ومبرمجين من العالم كله. الهدف تعريف هؤلاء المنتجين العرب الى شركاء، قد يتفقون معهم على إنتاج الأفلام، أو عرض الفيلم. يجمع الملتقى نحو 70 ضيفاً، 35 منهم من خارج لبنان. المميز هذا العام هو النشاطات الموازية. إضافة الى الفاعليات التي تنظمها الجمعيات الثلاث و«عروض بيروت السينمائية» (راجع المقالات الأخرى في الصفحة)، تعاوننا مع اختصاصيين من الخارج، اختاروا بيروت في هذه الفترة أيضاً لتنظيم مشاريعهم، من ضمنهم مؤسسة «دوكس بوكس» التي تعمل منذ سنتين على وضع الوثائقي العربي وسيأتي ممثلون عنها للكشف عن دراستهم. هناك نشاط آخر من تنظيم جمعية «دوك سوسايتي» ومقرّها في بريطانيا، تحت عنوان «بيروت غود بيتش، لكتابة سيناريو الأفلام الوثائقية». مجموع مشاريع الأفلام المشاركة في الملتقى يتوزع بين 15 ضمن المسابقة وفيلمين قطريين خارجها (الحدث يستضيف كل عام فيلمين قطريين) إضافة الى أربعة لبنانية خارجها أيضاً».
في سنته الثالثة، بدأ الملتقى يلقى صدى في العالم، خصوصاً أن النشاطات المماثلة قليلة في العالم العربي. إلى ذلك، كانت رغبة من المسؤولين عن الجمعيات الثلاث في جمع النشاطات السينمائية البيروتية ضمن حدث جامع، يستفيد من خلاله الكل ويتشارك الضيوف الخبرات والأفكار، بهدف تطوير صناعة السينما.
بالنسبة إلى الأعمال المشاركة في الملتقى، يشرح أبي خليل: «هناك 3 مراحل لتطوير الأفلام. ورأينا أننا قادرون على دعم إنجاز الأفلام في مرحلة التطوير الأولى، أي بدءاً من كتابة النص، ومرحلة ما بعد الإنتاج، أي دعوة موزّعين ومدراء مهرجانات. اخترنا مشاريع أفلام من بلدان عربية. لكن بطبيعة الحال، البلد المضيف يملك أفضيلة على غيره. فمن أصل 15 مشروعاً، 6 منها لبنانية. نلاحظ أن هناك حيوية في السينما اللبنانية والتونسية. الشرط الأساسي لهذه المشاريع وجود مخرج ومنتج عربيين للمشروع. الهدف من هذا الملتقى مساعدة المخرج على التواصل مع منتجين وموزعين من الخارج». معظم الفعاليات غير مفتوحة للعامة لأنها تعني المتخصصين، لكنّ بعضاً منها، على غرار «عروض بيروت السينمائية» متاحة أمام الجميع.
على صعيد آخر، يجري الملتقى شراكات جديدة، لا تُعنى بالدعم المالي، بل بمساعدة الفيلم. مثلاً، ينفتح مهرجان «كارلوفي فاري»، المصنّف فئة «أ»، على العالم العربي هذه السنة. وهناك قرار بتخصيص جزء من البرمجة للأفلام العربية، وسيتمّ الإعلان عن ذلك خلال الملتقى. أما الشراكات الأخرى، فبعضها جديد وبعضها الآخر يبقى من السنوات الأخيرة. يوزع الملتقى في الختام جوائز، ليس من باب تشجيع المنافسة بين المخرجين بل للإفادة من هذه المنافسة لدعم المشاريع. لذا، هناك جوائز تسمح لأصحابها المشاركة في ملتقيات وورش عمل في الخارج وكذلك جوائز تقنية لإنهاء الأفلام. ويحضر لهذا الغرض ممثلون ومدراء عن مهرجانات عدة مثل «لوكارنو» وتظاهرة «أسبوعي المخرجين» في «كان» و«روتردام»...
ورشات لكتابة السيناريو وعرض مشاريع الأفلام


من جهة أخرى، تنظّم «مؤسسة سينما لبنان» في إطار الحدث نفسه أنشطة موزاية، تحدّثت عنها رئيسة المؤسسة مايا دو فريج: «أبرز نشاط هو ورشة عمل لكتابة السيناريو، ننظمه للسنة التاسعة. تلقينا اقتراحاً لـ18 مشروعاً، اخترنا 4. سيعمل هؤلاء مع خبير من كندا وآخر من فرنسا لمدة أسبوع، بغية تلقي النصائح وإعادة كتابة السيناريو. تبقى مرحلة التمويل الأصعب، ونحاول العمل عليها. من ناحية أخرى، هناك أيضاً ورشة مع جمعية «فيلم انديبندنت» التي تأتي إلى لبنان للمرة الثانية بالتعاون مع «مؤسسة سينما لبنان»، للتدريب على كيفية توزيع الفيلم في أميركا، بما أننا نعمل كثيراً مع أوروبا ولكن نعرف القليل عن السوق الأميركية. أما النشاط الثالث، فهو عبارة عن طاولة مستديرة حول فرص الاستثمار في قطاع السينما».
الحدث البارز الذي تنظّمه جمعية «متروبوليس» تزامناً مع الملتقى هو «أكاديمية بيروت- لوكارنو للسينما». هانيا مروة (متروبوليس) تعرض تفاصيله قائلةً: «تبقى الحلقة الأخيرة بعد إنجاز الأفلام وعرضها في مهرجانات دولية، مشكلة الوصول إلى جمهورها الأساسي في بلدها. وهذه حلقة أساسية في حياة الفيلم وما زالت ناقصة في العالم العربي. التسويق للفيلم مهنة واختصاص، ويُفترض أن يتعاون المنتج مع موزّع لتسويق الفيلم وتوزيعه في السوق المحلية والعربية. ثمة موزعون لبنانيون يحتكرون التوزيع في العالم العربي، لكنهم ليسوا معنيين بالأفلام المستقلة بل بالأفلام التجارية والأميركية. «أكاديمية لوكارنو» هي دورة مكثفة لشباب يرغبون في التخصص بالتوزيع أو التوزيع العالمي». وتضيف: «اخترنا 12 مشتركاً من العالم العربي هذا العام (5 منهم من لبنان) تمّ انتقاؤهم بناء على خبرة في التوزيع والاهتمام بالعمل في التوزيع».
النشاط الرابع الذي يُنظم في موازاة الملتقى، هو «عروض بيروت السينمائية» (بيروت دي سي). تقول زينة صفير: «لا نستطيع تنظيم «أيام بيروت السينمائية» كل سنة. لذا إلى جانب المادة التي يقدّمها الملتقى، فكّرنا في أننا بحاجة أيضاً إلى عروض أفلام في الشاشة واستقطاب ممثلين ومخرجين. عندما بدأ «أيام بيروت»، كان الهدف منه اللقاءات بين المخرجين العرب. بما أننا نحتفل بالعيد العاشر للمهرجان السنة المقبلة، سنستفيد من هذا العام لندرس الحالة ونفكر في كيفية تنظيم المهرجان سنوياً. نفتتح الملتقى بفيلم «على كف عفريت» لكوثر بن هنية. عملنا على أن تكون الأفلام المشاركة في الحدث إنتاجاً مشتركاً بين العالم العربي وأوروبا لنبقى في الروحية نفسها للملتقى. وسنستضيف الممثلة التونسية مريم الفرجاني بطلة «على كف عفريت» في ظلّ تعذّر مجيء المخرجة. أما المخرجات الأخريات، فسيحضرن».

* «ملتقى بيروت السينمائي»: من 22 حتى 26 آذار (مارس)
* «عروض بيروت السينمائية»: من 22 حتى 25 آذار ــ «سينما متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ــ بيروت). للاستعلام: 01/204080