في كل دورة، يأتي المنظمون بعنصر جديد على الحدث الذي بات موعداً ثابتاً ومنتظراً لدى محبي اكتشاف أنواع متجددة من الموسيقى. هذا العام، ينقسم المهرجان إلى جزءين. اعتدنا في سنوات المهرجان الأولى أن يكون التركيز على تيمة معينة طوال مدة الحدث، ثم في الأعوام الأخيرة بات للمهرجان نمط موسيقي يحدّد خطاً معيناً في كل دورة. أما الجديد في الدورة 18 من «ارتجال»، فهو اختيار نمطين موسيقيين عنوانين لكل من القسمين الذي يتألف منهما الحدث. الجزء الأول يمتد على يومين، بدءاً من هذا المساء، ليأخذ المهرجان استراحة قبل استئناف القسم الثاني منه في 5 و6 نيسان (أبريل).

بحسب منظمي المهرجان، فهذا العام طُبع برحيل كبار في مجال الموسيقى البديلة، على غرار المغني والمؤلف البريطاني مارك اي سميث الذي عُرف بنمط الروك البديل، إضافة إلى المؤلف الأيسلندي يوهان يوهانسن وغيرهما. من هذا المنطلق، يقدّم الحدث نوعاً من التحية للموسيقى التجريبية في الشق الأول منه، في حين يركّز على الروك البديل الصاخب في الشق الثاني منه. ما زال مهرجان «ارتجال» في سنته الـ18 وفياً لخطه البعيد كل البعد عن السائد، ليأخذنا الى عالم مختلف، مروّجاً للممارسات الموسيقية المعاصرة والتجريبية. فمفهوم المهرجان مبني على فكرة الاختبار والبحث عن لغة جديدة في الموسيقى والأصوات منذ انطلاقته عام 2001 مع شريف صحناوي ومازن كرباج. صعوبة تنظيم حدث مماثل سنوياً، لم يكن عائقاً أمامهما، إذ إن الفضول كان أقوى. من المؤكد أنّ هذا المهرجان لا يتوجه إلى الجمهور الأوسع، ولكنّ مؤسسَي الحدث راهنا على حب الاستكشاف والتجارب الجديدة الموجود لدى هذه المجموعة من الناس التي يتوجه إليها المهرجان. وكانت التجربة آنذاك تهدف إلى تسليط الضوء على الموسيقى المعاصرة والتجريبية. فقررا رغم كل شيء أن يسلكا هذا الاتجاه المرتجل. لدى تأسيسه، كان المهرجان يقتصر على يوم واحد وعلى أربع حفلات، ليمتد على مر السنوات إلى أيام عدة وأمسيات موسيقية متعددة ومتنوعة مستقطباً أسماء أكثر شهرة في المجال.
الأهم في الحدث هي فكرة البحث عن لغة آفاق جديدة في التعبير الفني


من يعرف المهرجان ويتابعه منذ فترة، يدرك جيداً أن تسمية «ارتجال» لا تعود إلى كونه يقدّم حفلات موسيقية مرتجلة. بل على العكس، هو قائم على تقديم برامج محددة ومعدّة مسبقاً، قد يكون فيها الكثير من التجريب، بعضها ناجح والآخر قد يبقى في خانة التجربة البعيدة عن أي متعة موسيقية. ولكن الأهم هي فكرة البحث عن لغة موسيقية جديدة وآفاق مختلفة في التعبير الفني والموسيقي. تتوزع الحفلات كالعادة على عدد من الأماكن في بيروت، هي «مترو المدينة» و«مركز بيروت للفن» في الشق الأول منها. أما الجزء الثاني من المهرجان، فُيقام في مقرّ «زقاق» في الكرنتينا.
من المحطات البارزة في المهرجان هذا العام تريو الجاز التجريبي الاسترالي «ذا نيكس» الذي سنسمعه في الليلة الأولى من المهرجان (مترو المدينة)، إلى جانب المؤلف الموسيقي وعازف الغيتار الاكوستيك الألماني كلاوس بويسر فيراري والثنائي اللبناني «ستريس ديستريس» الإلكتروني المؤلف من الموسيقيين فادي طبال و«مدام شاندلييه» في الأمسية الأولى. في اليوم الثاني من الحدث، يستقبل «مركز بيروت للفن» كلاً من رائد ياسين وديو «أطلس» إضافة إلى كل من إرينا تومازين ومايكل زيرانغ ورباعي جاز جديد. من المحطات المهمة أيضاً في الحدث هذا العام فرقة الروك الفرنسية «وازو تامبيت» التي تطبع اليوم الثالث من الحدث في استديوهات «زقاق» الى جانب مجموعة من الموسيقيين اللبنانيين في فرقة جديدة تحمل اسم «إلفي» لننتقل الى الموسيقى الالكترونية مع «تسجيل مُجاه» ثم ربيع بعيني. ويختم المهرجان أمسياته في الليلة الأخيرة مع الغيتار الكهربائي والموسيقى الإلكترونية بأداء لهانس تامن وعودة لخيّام اللامي الذي أصبح من الضيوف الدائمين في الحدث وموسيقيين لبنانيين يستكشفون أنماطاً حديثة بين الروك والموسيقى الإلكترونية.

* «المهرجان الدولي للموسيقى التجريبية – ارتجال»: 29 و30 آذار (مارس) ــ 5 و6 نيسان (أبريل) ـــ «مترو المدينة» (الحمرا)، «مركز بيروت للفن» (جسر الواطي)، واستديو «زقاق» (الكرنتينا) ــــــ للاستعلام: 03/910209 ــــــ irtijal.org



من البرنامج

«ذا نيكس» (The Necks)
اليوم ـ 20:30 ــ مترو المدينة


تريو أسترالي معروف مؤلف من كريس أبراهام (بيانو) ولويد سوانتن (دابل بايس) وتوني باك (درامز)، عُرف خصوصاً بتأديته قطعاً موسيقية طويلة، تعتمد على تطوير فكرة موسيقية وتكرارها. من أبرز أعماله ألبوم «فرتيغو » الصادر عام 2015.

«وازو تامبيت»
5/4 ــ 20:30 ـ زقاق


فرقة روك فرنسية «حرة»، تعبر الحدود والثقافات، تشكل موسيقاها ملتقى بين الـ «بوست روك» والجاز والموسيقى العربية والبانك والالكترونية التجريبية. أحدث ألبوماتها يحمل عنوان «الآن» ويضمّ مشاركات لموسيقيين لبنانيين مثل «تو أور ذا دراغونز» وشريف صحناوي وباسكال سيميردجيان ويمنى سابا وشربل هبر.

خيام اللامي
6/4 ـ 20:30 ـ زقاق


عازف عود عراقي عُرف بانتقاله بين الريبرتوار العربي الكلاسيكي والتأليف المعاصر للموسيقى، وقد حقق لنفسه شهرة عالمية، بفضل إضفائه الجديد على موسيقى العود.

رباعي كونكا، دورنر، إدواردز، سبيرا
30/3 ـ 20:00 ـ مركز بيروت للفن


فرقة رباعية أكوستيك جديدة، مؤلفة من موسيقيين ينتمون الى أماكن جغرافية مختلفة، تنطلق من الجاز لتتوسع في مجال الموسيقى التجريبية المعاصرة، معتمدة على آلات الكلارينيت والترامبيت والدابل بايس والدرامز.

Ilvy
5/4 ـ 20:30 ـ زقاق


رباعي روك لبناني تألف حديثاً، يضمّ كلاً من جو قارح (غيتار باس وأداء صوتي) وبول طوبيا (غيتار كهربائي وسنثسايزر) وأنطوني حكيم (غيتار كهربائي) وغابريل ساركيسيان (درامز).

«كرخانة»
6/4 ــ 20:30 ـ زقاق


تضمّ المجموعة سبعة عازفين مجددين ومعروفين من ثلاث مدن، بيروت والقاهرة واسطنبول التقوا في بيروت للمرة الاولى عام 2014، يمزجون عناصر موسيقية تجريبية متنوعة.