بحضور شخصيات سياسية وإعلامية، قلّد مستشار التعاون الثقافي في السفارة الفرنسية نائب مدير «المعهد الثقافي الفرنسي» في لبنان لوتشيانو ريسبولي المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة فارس خلال احتفال أقيم مساء الثلثاء في مقر المعهد الفرنسي.ووصف ريسبولي عرقتنجي بأنه «عاشق للبنان، وللغة الفرنسية، ولقيم فرنسا»، وقال إن «هذا الوسام يعبّر عن تقدير وزارة الثقافة الفرنسية لمواهب عرقتنجي الكثيرة»، مشيراً إلى «موقعه المميّز في المشهد الإبداعي والسينمائي اللبناني». وأضاف:«نحتفي اليوم بفنان ملتزم، إنسانَوي، مبتكِر، قادر على الانتقال من نوع سينمائي إلى نوع آخر، وعلى تجديد نفسه في كل فيلم، بحيث يَصعُب تصنيفه في خانة معينة». وتابع أنّ عرقتنجي نجح في «تحويل الواقع، المظلم أحياناً، إلى عمل جميل، وفي شقّ اتجاهات جديدة أمام جمهوره»، مشدّداً على أنه «أعاد الجمهور اللبناني إلى السينما اللبنانية بعد سنوات الحرب الطويلة»، وساهم في «مصالحة شعبه مع تاريخه، من خلال نتاجه السينمائي المفعم بالمشاعر والمعاني».
أما عرقتنجي، فشدّد على أن فرنسا «لم تكن بلداً تعلّم فيه مهنته فحسب، بل تشرّب منها مجموعة من القيم»، والحرص على إتقان أي عمل يقوم به. ورأى أن «لفرنسا فرادةً في مجال الثقافة»، ملاحظاً أن «الناس فيها ما زالوا يصطفّون تحت المطر على أبواب المتاحف»، وأن «للسينما من مختلف أنحاء العالم مكانتَها فيها وجمهورَها في صالاتها».
وشَكَرَ عرقتنجي عائلته وكلّ مَن أسهمَ في مسيرته ونجاحاته، معتبراً أن هذا التكريم هو لقدرته على «سرد القصص بالصور وبالكلمات، سواء أكانت حكايات الحرب أو الإنفصال أو التلاقي أو الحبّ». وأضاف: «أفتخر بأنني تمكّنت عبر أفلامي من إبكاء الناس وإضحاكهم وإثارة مشاعرهم». يذكر أنّ آخر أفلام عرقتنجي هو فيلم «اسمعي» (2017) قصة حب تحتفي بالأمل وتقاوم الموت والسبات من خلال حاسة السمع. يأتي هذا الشريط بعد سلسلة أعمال أنجزها السينمائي اللبناني تستعيد إرث الحرب من خلال سير شخصية.