أصدرت «الحركة الثقافية ــ أنطلياس» بياناً حول إحالة المؤرّخ والأكاديمي اللبناني عصام خليفة إلى التحقيق لدى المباحث الجنائية، أمس الخميس 26 تموز (يوليو) 2018، جاء فيه:


* إن الدكتور عصام خليفة ليس أستاذاً جامعياً ومؤرّخاً فذّاً فقط، وصاحب مؤلّفات ودراسات ومواقف شكّلت ولا تزال مرجعاً علمياً ووطنياً موثوقاً وذا صدقيّة في الدفاع عن حقوق لبنان الجغرافية والمائية في نزاعه الدائر مع إسرائيل منذ عقود، بل هو الى ذلك وبخاصة مناضل نقابي شريف التزم قضية التعليم الرسمي، وبخاصة قضية الجامعة اللبنانية ورفع لواءها وبات أحد رموز رقيّها ومنعتها ومثالاً أعلى فيها منذ تولّيه رئاسة اتّحاد طلاب هذه الجامعة ومن ثم رئاسة رابطة أساتذتها. وقد ترافع طوال حياته عن دولة القانون والحق وعن الحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية، وعن استقلال الدولة اللبنانية وسيادتها إزاء الأطماع الخارجية بمختلف مصادرها.

* إن إحالة «دعوى القدح والذم» المقامة ضد الدكتور عصام خليفة الى المباحث الجنائية من غير أسباب جرمية تستدعي ذلك هي تدبير يثير التساؤل والريبة حيال النيّات المضمرة وراء أداء السلطة القضائية، التي دافع عنها الدكتور عصام خليفة وعن استقلاليتها وكرامتها في أزمنة الإحتلال والوصاية، معتلياً منبر الحركة الثقافية- انطلياس طوال العقود الماضية تكريماً لرجالاتها الذين أغـنوا تراث لبنان الفكري ومكتبته الحقوقية بمؤلّفات قيّمة وشرّفوا بأحكامهم ونزاهتهم وسلوكيّاتهم الجسم القضاء اللبناني.

* إن ثمّة مسؤولية تترتّب على وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، بصفتها سلطة وصاية، وعلى السلطة القضائية المختصّة وعلى مجلس الجامعة اللبنانية، في تبيان الحقيقة للرأي العام حول الجدل الدائر منذ مدة بشأن رئاسة الجامعة اللبنانية، وذلك حرصاً على سمعة جامعتنا الوطنية ومكانتها الأكاديمية محلياً وخارجياً، بدلاً من إقامة الدعاوى الشخصيّة وإبداء اللامبالاة إزاء مسألة بهذا القدر من الأهمية. ومن مفارقات هذا الزمن أن يُساق مناضل نقابي ووطني كبير ملتزمٌ مكافحة الفساد كالدكتور عصام خليفة الى التحقيق لدى المباحث الجنائية في اليوم الذي أقـرّت اللجان النيابية المشتركة«مشروع قانون لحماية كاشفي الفساد". وما يثير الإرتياح والتقدير أن هذه الزلّة المشينة استدعت استنكاراً واسعاً من كلّ الشرفاء في هذا الوطن.

* إن «الحركة الثقافية ــ أنطلياس» التي تتبنّى قضية الجامعة اللبنانية وتطويرها المستدام منذ نشأتها سوف تتابع الدفاع عن هذه الجامعة وأساتذتها وطلابها، وستواصل الوقوف الى جانب الدكتور عصام خليفة وأمثاله من المناضلين الشرفاء في كل قضيّة محقّة، ولن تألو جهداً في التنسيق مع سائر الهيئات الثقافية والأكاديمية اللبنانية ومع قوى المجتمع الحيّة لضمان بلوغ هذه القضية خواتيمها المنشودة في الحقيقة والحق والعدالة.