بالقياس إلى حضور جبران خليل جبران في وجدان محبّي الأدب والقصائد المغناة في العالم العربي لعقود طويلة، قد تبدو إقامة مهرجان خاص بهذا الأديب والفنان خطوة متأخرة نسبياً، ولو أنّ قيمتها الثقافية تتعاظم بالتزامن مع حرب لم تنته بعد ولن تمحى آثارها بسهولة. «جبران خليل جبران... الفنان والأديب والشاعر والفيلسوف»، هو عنوان المهرجان الأوّل من نوعه الذي تقيمه «جمعية أصدقاء الموسيقى» في محافظة طرطوس السورية بين 9 و11 آب (أغسطس) الحالي، كامتداد لمهرجان «جبران الفنان والمخلص» الذي أقيم في دمشق في أواخر تموز (يوليو) الفائت. في حين تضمن الأوّل معرضاً تشكيليا لـ54 فناناً من سوريا ولبنان، ومحاضرات حول جبران وعوالمه الجمالية، سيوفّر الثاني فرصة رؤية اللوحات نفسها والإفادة من المحاضرات والندوات، بالإضافة إلى الاستمتاع بقصائد جبران المغناة وفق توزيع هارموني جديد بأصوات أعضاء «كورال أرجوان» متعدّد الأصوات، إلى جانب فرقتي «عبق» و«إميسا»، لتمتلئ صالة المعارض في طرطوس القديمة بأغنيات شرقية تراثية تنتمي لبيئة ظلّت تسكن ذاكرة جبران وقلبه وخياله حتى في بلاد المهجر.في هذا السياق، يقول رئيس «جمعية أصدقاء الموسيقى» في طرطوس وقائد «كورال أرجوان»، الفنان بشير عيسى: «يعدّ المهرجان أكبر تظاهرة فنية تشكيلية موسيقية، سواء بالنسبة لعدد المشاركين من باحثين وشعراء ورسامين وموسيقيين من سوريا ولبنان، أو من حيث الجهد النوعي المبذول للإضاءة أكثر على جبران الرسام والأديب، وفلسفة الجمال لديه، وأفكاره الإنسانية السابقة لعصرها، والتي قادها خيال جامح وطموح إلى عالم يسوده الحب والسلام، وغير ذلك من المعاني التي نحتاج اليوم إلى الإيمان بها وتمثلها قولا وفعلاً».
يقام المهرجان بدعم من فعاليات اقتصادية وسياحية، كما يسبقه مؤتمر صحافي اليوم الإثنين لإطلاقه بحضور نخبة من ممثلي المؤسسات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية.