احتشد جمهور زياد الرحباني وهواة الفن الأصيل، الويك إند الماضي، لأمسيتين متتاليتين، في «بالاس» الذي عاد إلى النشاط أخيراً في حلة جديدة، محرّكاً بعض الآمال بإثراء الحياة الثقافيّة والموسيقية في منطقة الحمرا. ورغم النجاح الجماهيري (700 مشاهد)، فقد بقي الكثير من الذواقة وعشاق زياد على نهمهم، لأنّهم لم يتمكّنوا من الحضور. فراحوا ينتظرون بفارغ الصبر الحفلات المقبلة، وأوّلها الليلة، فيما الرحباني الابن يخطط لسلسلة حفلات في «بالاس»، ضمن المناخات الموسيقيّة - المسرحيّة التي تحمل أذواقه وبصماته. لكنّ مؤسسة «كريملن للانتاج» التي يملكها زياد قررت للأسف إلغاء العرض بعدما خذلته ادارة المسرح، بل وبدأت ببيع بطاقات الحفلة من دون موافقة أصحاب الشأن. كل ذلك ورد في بيان صدر عن مؤسسة «كريملن للانتاج» لصاحبها زياد الرحباني، يعلن «إلغاء الحفلة، وإلغاء المشروع، بشكل نهائي لا رجوع عنه». ولم تلبث ادارة المسرح ان أعلنت بدورها عن الإلغاء، وعن استعدادها لاعادة رسوم الحجوزات المسبقة لأصحابها.وجاء في بيان «كريملن للانتاج»: «أحيينا حفلتين على مسرح «بالاس» الحمرا، بناءً على تفاهم شفهي (…) لاقامة سلسلة حفلات لزياد الرحباني خلال الصيف، على أن تكون الحفلتان الاولى والثانية بمثابة مقدمة تجريبية للتعاون المنشود، ومن ثم نعقد اتفاقاً قانونياً خطياً على آلية التعامل اللاحقة». وبعد نجاح الحفلتين المذكورتين لجهة البرنامج والحضور كما يوضح البيان، «طلبنا إعداد نموذج عقد يشمل بنوداً تجنبنا الثغرات السابقة وتساعد في اقامة حفلات ناجحة عند المستوى المطلوب. لكن ادارة المسرح ماطلت في انجاز العقد، لا بل أمعنت في رفض بنود مهمة، ولم تتجاوب معنا بحسب ما يقتضيه الحد الادنى من التعاون. لا بل إنها تنصّلت تنصلاً كاملاً من بعض المسؤوليات المتعلقة بالتنظيم وحفظ الأمن وسواهما، تاركة الأمر لنا كأنّ المكان لا يخصها أبداً، مصرّة فقط على منفعتها الشخصية وعدم التدخل في أي أمر يتعدى ذلك. وبدأت ببيع البطاقات بأسعار وصلت الى 80 دولاراً للبطاقة الواحدة من دون استشارتنا في ذلك».
هكذا وجدت «كريملن للانتاج» نفسها «أمام استحالة كاملة للاستمرار بالاتفاق». وتضيف: «تأكدنا بالملموس أنّ نجاح الحفلتين الاولى والثانية حصل بمجهود فردي و«بقدرة إلهية»، من دون أدنى تدخل من قبل ادارة المسرح. علما أنّ هذا المسرح من حيث الشكل والموقع، لديه ميزات كبيرة ليشكل بديلاً جدياً لمحاربة ما يجري من قبل مسارح أخرى مستأثرة بشارع الحمرا فيما لو تمّت إدارته بشكل جدي ومن دون استخفاف». ويختم البيان: «نظراً لتضخم الأعباء التي ألقيت علينا، وتعذر التوصل إلى توقيع عقد مرضٍ، قررنا إلغاء الحفلة والغاء المشروع بشكل نهائي لا رجوع عنه». وعبّرت عن أسفها، وطمأنت جمهور زياد الرحباني «إلتزامها الكامل تجاه المحبين والمهتمين»، واعدةً هؤلاء «بحفلات تتضمن البرنامج ذاته، في أقرب وقت ممكن».