في رد أولي على هجوم غوغائي نفذه 12 من الفاشيين المتطرفين على متجر Bookmarks للكتب اليساريّة في حي بلومسبري وسط لندن، نظم تجمع حاشد من الكتاب والمثقفين اليساريين وقفة تضامن مع المتجر والكتب وحريّة التعبير أمس السبت ألقيت فيها كلمات حذّرت من خطورة المدّ اليميني الفاشي الذي يتصاعد في البلاد، واعتبرت الهجوم على متجر الكتب مجرّد رأس جبل جليد لأجواء الكراهيّة والعنصريّة البنيوية في بعض قطاعات المجتمع البريطاني. وقد عبّر كثيرون عن تضامنهم مع Bookmarks من خلال تويتر ومواقع التواصل الإجتماعي ومنهم قادة أحزاب وروائيون معروفون، كما نفذوا عدداً قياساً من طلبات شراء الكتب من موقع المتجر الإلكتروني على الإنترنت. وكان الشبان الفاشيون قد هاجموا متجر الكتب وقت إغلاقه نهاية الاسبوع الماضي مرتدين أقنعة وجه تمثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهتفوا له واعتدوا على العاملين في المتجر ومزقوا المجلات والصحف وأوقعوا الكتب أرضاً. وهم توعدوا بأنهم سيعودون من جديد. وقد نجحت الشرطة البريطانيّة في القبض على عدد منهم لاحقاً ليتبيّن أن ثلاثة منهم على الأقل أعضاء في حزب الاستقلال البريطاني اليميني UKIP الذي سارع إلى تعليق عضويتهم. ووجهت تهم جرميّة لإثنين من هؤلاء بينما أطلق سراح الثالث لعدم كفاية الأدلّة.
ناشطون في جمعيّة بريطانيّة مدنيّة للدفاع عن حق التعبير أرسلوا نسخاً من ست كتب مختارة لكل من المتهمين «لحضهم على توسيع مداركهم من خلال القراءة». وقالت جودي غينسبيرغ الرئيسة التنفيذيّة لجمعية Censorship بأنها «تأمل بأن يقرأ هؤلاء الشبان مجموعة الكتب المهداة ويغيروا أفكارهم» و«أننا بحاجة إلى متاجر الكتب اليوم أكثر من أي وقت مضى». والكتب الستة المهداة كانت تعرضت في مرحل مختلفة للمنع والتضييق في ظروف مختلفة وكان بعضها وقوداً في محرقة الكتب الشهيرة التي نفذّها النازيون عام 1933.