توفي التشكيلي الفلسطيني سمير سلامة، اليوم الخميس في باريس عن عمر يناهز 74 عاماً. ابن مدينة صفد الذي يعدّ من أحد أهم روّاد الفن التشكيلي الفلسطيني، غادرنا بعدما افتتح في شهر حزيران (يونيو) الماضي في غاليري «1» في رام الله، معرضه الاستعادي الذي ضمّ يومها حوالى 50 لوحة، من بين 150 أخرى عُرضت في أربعة أماكن في رام الله والقدس وبيت لحم، وتعكس مسيرته المهنية الغنية في درعا، وبيروت، وباريس... في احتفال الافتتاح، أكدّ أنّ الحياة رُدّت إليه «حين وجدت نفسي في فلسطين». هذه الأرض التي أُجبر على مغادرتها بعد النكبة، يوم كان في الرابعة من عمره. انتقلت العائلة إلى مجد الكروم في الجليل، وبعدها إلى بنت جبيل في جنوب لبنان، ثم إلى بيروت، فدمشق.
بدأ الراحل الرسم منذ الطفولة، إلى أن التحق بكلية الفنون الجميلة في «جامعة دمشق»، وأقام أوّل معرض له عام 1963 في درعا، قبل أن ينهي دراسته الجامعية في 1972 وينتقل إلى بيروت، حيث انضم إلى دائرة الإعلام الموحّد التابعة لـ «منظمة التحرير الفلسطينية»، وساهم على مدى ثلاث سنوات في صياغة البوستر السياسي، فضلاً عن مشاركته في معارض جماعية في العاصمة اللبنانية، فضلاً عن أخرى حول العالم باسم فلسطين المحتلة.
أسسّ سمير سلامة قسم الفنون التشكيلية في دائرة الإعلام الموحّد، وترك بصمته على الأنشطة النقابية للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، ليصل في عام 1975 إلى باريس، حيث تابع دراسته العليا في كلية «بوزار» للفنون الجميلة، واستقرّ في العاصمة الفرنسية. علماً بأنّه عاد إلى صفد للمرّة الأولى في سنة 1996.
إلى جانب عمله في مجالَيْ التصميم والغرافيكس، وبراعته في البورتريه أيضاً، لم يتوقف سلامة عن المشاركة في المعارض الفنية في دول عربية وأجنبية. عُيّن لاحقاً مستشاراً في وزارة الثقافة الفرنسية، إذ عمل في التصميمات الفنية لمستشفى خان يونس (جنوب قطاع غزة)، ثم عاد إلى رام الله للإشراف على دائرة الفنون و«صالة الحلّاج» وبعض المعارض.
انتدب الفنان الراحل للمتابعة الفنية في مقرّ «جمعية الهلال الأحمر» في البيرة، الذي كان قيد التشييد، واستمر في وظيفته كمدير عام حتى التقاعد في 2004.
وفي العام التالي، وبعد مشوار مهني استمرّ أربعة عقود تخلّلتها عشرات المعارض في المنفى، أقام سلامة معرضه الأوّل في فلسطين!