لم يغادر جورج أورويل (1903_1950، الصورة) الذاكرة الثقافية العالمية على الرغم من مرور عقود على رحيله. اليوم، تشق وثائق الروائي البريطانيّ الشهير طريقها إلى سجلّ الأونيسكو المختص بأعظم المستندات التاريخية، لتصبح مسودات أبرز إصداراته كـ «1984» (1949) و«الطريق إلى ويغن بير» (1937) بالإضافة إلى مدونات أخرى شخصية تضم النسخ الأولى لنظرياته النقدية، مضمومة إلى سائر المحفوظات والقطع الأرشيفية التي يأويها البرنامج العالميّ.وأفادت كلية لندن الجامعية التي تحوي جميع مخطوطات، ومؤلفات ومذكرات الكاتب الراحل بالإضافة إلى معظم رسائله وصوره الخاصة، أن تمكُّن هذه البيانات من اغتنام حيز لها في السجل على الرغم من المنافسة الشديدة، ليست إلا تأكيداً على «الأهمية والقيمة الهائلة التي تكتنزها أعمال أورويل عالمياً». وعبّر ابن المؤلف العظيم، ريتشارد بلير، عن اغتباطه بالخطوة المذكورة، مصرحاً لصحيفة «غارديان» البريطانية أنه «ليس فخورا جداً بهذا الإنجاز لأسباب شخصية فحسب، بل هو فخور أيضاً بكل من كرسوا جهدهم لتحقيقه».
وفي بيانٍ خاص بها، أسهبت الجامعة اللندنية في توصيف عمق البصمة التي خلفها أورويل على المشهد الثقافي، مشيرة إلى أنه «لا يمكن إيجاد نقد تحليلي جدي لأحداث الراهن السياسي أو الربع الأول من القرن الـ21، من دون ذكر أورويل. المخطوطات والأوراق الشخصية التي عرضناها هي كتابات فريدة ولا يمكن الاستغناء عنها. إن تاريخ الإنسانية سيكون بلا شك أكثر فقراً وإفلاساً لو تم تدنيس هذه المواد القيمة».