(مروان بوحيدر)
على مساحة نحو 1500 متر مربع، يختلط التاريخ بالحاضر. «قرونٌ من الإبداع»، كما سُمّي معرضه الأول، تجسدت في ارجاء المكان الذي غصّ بمئات الوافدين الذين شاركوا في الافتتاح العام، جاؤوا من مختلف المناطق.
«ضرب من العقل لا من الجنون» ارتكبته ثلة تعرف معنى الحيّز العام وتعرف أهمية حماية التاريخ لحماية حاضر هذه المنطقة من العالم ومستقبلها. هو فعل ارتكبه فداء جديد وبدر الحاج وضياء العزاوي ومحمود العبيدي وزينة وجواد عدره في منطقة تركت لتكون مهملة، او هكذا هي حتى أول من أمس.
بضعة رفاق قرروا تحقيق حلُم نادر أصبح حقيقة خلال بضعة أشهر. فترة قياسية أبدعوا خلالها من العدم تحفة فنية لا مثيل لها في لبنان. لا نتكلم، هنا، عن متحف بالمعنى التقليدي للمتاحف. «نابو» ليس متحفاً رغم احتوائه على قطع آثار يناهز عمرها 6 آلاف سنة وكتب ومخطوطات نادرة ورقميات مسمارية. وليس معرضاً تحتضن جدرانه لوحات الفنانين المعاصرين فحسب. هو مبادرة ثقافية واجتماعية أطلقها مؤسسو «نابو». ومن على بحر الشمال، أرادوه ملتقى للمثقفين والفنانين الباحثين عن فُسحة أمل، ومكانا مفتوحا امام كل من يرغب في القيام بعمل ثقافي وابداعي.
متحف «نابو» فعل مقاومة. فلسفته تقوم على استعادة ما سرقه المحتل من تراث وتاريخ. حتى أنّ رمز هذا المتحف، كما أراده مؤسسوه، كان استثنائياً أيضاً. إذ يُنتظر خلال أيام وصول قطعة فنية للمبدع محمود العبيدي، جيء بها من آخر الدنيا، قطعت في البحر آلاف الأميال قبل أن تستقر في مقرّها الأخير على سطح «نابو»، وهي تجسد سيارة فورد عسكرية اميركية يعلوها تمثال أحد أقوى ملوك بابل وما بين النهرين نبوخذ نصّر. أراد المنظمون أن تكون شاهداً بأنّ أحداً لن يكون قادراً على سرقة تاريخنا. كذلك سيصل أيضاً مجسم ضخم لحنظلة ناجي العلي من ابداع ضياء العزاوي. وهو الشاهد الدائم على قضية فلسطين.
* يستقبل متحف نابو زوّاره من الأربعاء إلى الأحد بين العاشرة صباحاً والسابعة مساءً، علماً أنّه لا يوجد رسم مالي للدخول. كما سيكون هناك قريبا حفل افتتاح رسمي.