أزيح الستار أخيراً عن منحوتة جديدة للفنان برنارد غانم في «متحف الفن الحديث والمعاصر» (مقام) في بلدة عاليتا (جبيل). المنحوتة (يبلغ إرتفاعها 6 أمتار) التي تحمل عنوان «مجتمع»، سلّطت الضوء على الإختلالات الإجتماعية، مع إزدياد الضغوط على الطبقات العاملة الدنيا، وإختفاء الطبقة الوسطى. العمل الجديد الذي ينتمي الى فئة «فن الأشكال المفتوحة»، هو الثاني الذي يخصصه غانم لهذا المتحف، على صعيد المنحوتات الضخمة، وقد عمد الى أن تحتضن قاعدة المنحوتة 8 مثلثات تمثل الجماعات الكادحة، يكبلها إطار حديدي للدلالة على عجز هذه الجماعات عن التحرك بحرية. تعود القاعدة وتأخذ مساراً تصاعدياً يرمز الى الطبقة الحاكمة، الذين ينعمون براحة البال والطمأنينة، فيما تغيب الطبقة الوسطى غياباً تاماً في هذا العمل. النحات اللبناني (1963) كان قد عبّر عن رغبته في التركيز على الدور المحوري للطبقة الوسطى، بوصفها صلة الوصل بين الطبقتين الدنيا والعليا، الى جانب تعمّده عرض الأثر السلبي الذي تتكبّده طبقة الأقل حظاً نتيحة غياب الطبقة الوسطى. إذ قال: «أسعى عبر هذه المنحوتة الى نشر الوعي حول الحاجة الى تحرير الطبقات الدنيا ومعاملتها بإنسانية وإعادة ترميم التوازن في المجتمع من خلال إعادة بناء الطبقة الوسطى».