يتيح معرض «ضوء الجسد» الذي تستضيفه صالة «عشتار» في دمشق هذه الأيام، التعرّف عن كثب إلى تجارب بعض الروّاد في فن العاري. هذا الفن الذي كان مدماكاً أساسياً في المحترف السوري قبل أن تجهضه القيم الظلامية تدريجاً، فإذا به يندثر تماماً، تحت وقع التحوّلات، فما كان متاحاً في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم بات اليوم في باب المحرّمات. مبادرة صاحب الصالة التشكيلي المعروف عصام درويش في عرض مقتنياته من تجارب فاتح المدرس، ومحمود حمّاد، ونصير شورى، وأدهم ونعيم إسماعيل، أحيت أعمالاً كانت طي النسيان، كما شجّعت تشكيليين آخرين على استعادة الجسد المخطوف في أعمال لافتة بتوقيع: غسان نعنع، وإدوار شهدا، وعصام درويش، وباسم دحدوح، بالإضافة إلى يوسف عبد لكي الذي يعود إليه الفضل في اقتحام هذه المنطقة المحظورة في معارضة الأخيرة، وإثارة الجدل حولها.«ضوء الجسد» يبزغ مجدّداً، في توقيت حرج تعيشه البلاد، وهنا تكمن أهمية مثل هذه المغامرة الجماعية في مواجهة عتمة النفق الطويل.

*«ضوء الجسد»: لغاية 13 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي ــ غاليري «عشتار» (دمشق). للاستعلام:00963933500345