(إلى السيِّد حسـن نصر الله
في «الملجـأ»
حيث تعتقد إسرائيل أنّه...)


أخي حَسَـنٌ أتيتُ بِغُصْنِ غَارِ/ أُلَمْلِمُ جُرحَ مَنْ صَنعُوا انتصاري
عَسَاكَ سَلِمْتَ حرباً بعدَ حَرْبٍ/ ليَكْمَلَ فيكَ خطُّ الإنتظَـارِ
■ ■ ■
يُحيطُكَ مِنْ جَميعِكَ خطُّ نـارٍ/ ولعْبتُكَ الجميلةُ خَطُّ نَـارِ
ومِنْ خَطَرٍ إلى خطَرٍ تُغنِّي/ وطَيْفُ عِدَاكَ يَسْكُنُ في الجِدَارِ
وَتَسألُ أَينَ ضَاعَ الموتُ عنِّـي/ كَأَنَّ الموتَ نَدُّكَ في الحِوارِ
أَتَيْتَ مِن الحُسيْنِ وفيكَ لَمْعُ ٱلـ/ أسنّةِ، قلتَ أَطْمعُ في ٱعتذارِ
لأني لَمْ أَكُـنْ في كـرْبَلاءٍ/ وَإِنْ كانَ الخِيارُ بها .. خِيَارَي
أنا نسلُ الجنوبيّ الذي لا / يرى في قلبِهِ غيرَ النَّهَارِ
وعند كرامتي أوْقَفْتُ مَدَّاً / غِوَايَتُهُ .. التَّسَلِّي في حِصَاري
أنا الأرضُ التي ابتلَعَتْ بَنيهَـا/ لِتَحْميهِمْ .. كَلُؤْلُؤَةِ المَحَارِ
أنا الأَعْدَاءُ خافوا من تُرابـي/ فَصَارُوا يُقْتَلُونَ مَعَ الغُبَارِ..
■ ■ ■
يَهودٌ فَوقَ أَكْتَافي / يَهودٌ/ على رأسي / يَهودٌ خلف داري
يَهودٌ في القديمِ طُيورَ شَرٍّ/ يَهودٌ حاضرون كما الضواري
يَهودٌ هاهنا.. مِنَّا .. وفينـا/ هَوَوْا عَرَبَاً.. وقيلَ عَن اختبَارِ!
أخي حسنٌ .. فَلَمْ تَهْوَ ٱعتزالاً / ولمْ تَخْنُقْ سَمَاءَكَ في شِعَارِ
وَقُلْتَ أَهُزُّ ما سكنَ الزَّوَايا / وَمَا حَرَفَ الكِرَامَ عَنِ الصَّدَارِ
وَأَخرجُ.. ما أنَا أَشِرٌ بِفِكْرٍ/ وَلاَ بَطِرٌ بِأَسْرَارِ الفَخَارِ
وكانَ العُرْبُ نَوَّامينَ.. حتَّى/ فلا يرضونَ حُلْمَاً.. عَنْ مَنَارِ!
فقلتَ إذا قرارُ العُرْبِ نَوْمٌ/ فَإِنَّ الفجرَ يطلعُ مِن قراري..
وكانَ إليكَ يَأْوي كُلُّ قَلْبٍ/ بِهِ ثَقُلَتْ غُصُونٌ بالثِّمَارِ
تجمَّعَ شَمْلُهُمْ حَرْفاً فَحَرْفاً/ كَمَنْ خُلِقُوا جُسُومَاً مِنْ جِمَارِ
وَمَدُّوا سُمْرَ أَذْرِعَةٍ فأضحوا/ على الأَرْضِ العروسةِ كَالسِّوَارِ
ومِنْ صَهْيونَ جاؤوا يا بلادي / بِذائِقَةٍ تعيشُ.. على الدَّمَارِ
فكانَ قِتالُنَا عِشْقَاً عَظيمَاً/ بِهمْ أدّى إلى... عِشْقِ الفِرَارِ..
فَمِنْهُم بالرّصَاصِ قَضَى، ومنهُمْ/ قَضى رَهَبَاً.. بِآياتٍ قِصَارِ
ولمْ يَسْلَمْ لَهُمْ جَفْنٌ وَظِفْرٌ / وَلَمْ يَأْمَنْ يمينٌ مِنْ يَسَارِ
وَبَاتَتْ رَقْبَةُ الجَلاَّدِ فيهِمْ/ تُمَنِّي النَّفْسَ طَوْعَاً.. بٱنْتِحَارِ
بَكَتْ رُتَبُ العَسَاكِرِ حَائِراتٍ / فَمَا عُرِفَ الصِّغَارُ مِن الكِبارِ!
■ ■ ■
أخي حَسـنٌ.. وتلك الشَّامُ صاحَتْ:/ هَلِ ٱلإسلامُ نفخٌ في سُعَارِ؟
يَهودٌ آخرون.. وقد أَتَوْنَـا/ بإسلامٍ مُصَابٍ بالدُّوَارِ
فَهَلْ لنكايةِ الأَعْرابِ شُغْلٌ/ سِوى رَجْمِ العروبةِ بالحِجَـارِ
وهلْ لعُروبةِ الأعرابِ مَعْنَى / وإسرائيلُ فيهمْ.. كالمَزَارِ؟
■ ■ ■
أخي حَسَنٌ... وأعرفُ أنَّ بُومَاً/ مِنَ القومِ ٱصطفاكَ لِرَمْيِ عارِ
رآكَ جمالَ عبْدِ النَّصْرِ فينَـا/ وَبُومُ القومِ أَعرفُ بالكَنَارِ
فَعِلَّةُ كارِهيكَ الغَيْظُ مِنْ أَنْ/ فُتِنْتَ وما فَتَنَتْ بذي الفَقَـارِ
فَسَامِحْ يا أخي حَسَنَاً.. وَأَحْسِنْ / إلى مَنْ ليس يدري.. وَهْو دَارِ!
■ ■ ■
أخي حَسَـنٌ.. وَثِقْنَا فيكَ: رُؤْيَـا/ تُسَابِقُ ما تَكَوْكَبَ في المَسَارِ
صَنَعْتَ الجيلَ مِنْ رَأيٍ وروحٍ/ وَخُضْتَ بِهِ الغِمَارَ على الغِمَارِ
وَيَظْهَرُ في فِلسطينٍ.. إلَـهٌ/ يَشيلُ القدسَ مِن سُوقِ القِمَارِ
بِجِيلٍ مِنْ بَنِي العِشرينَ حُبَّاً / يُبَسْمِلُ.. بالرّجوعِ إلى الدِّيَارِ
بِهِ يَتَحَرَّكُ التِّمْثَالُ في مَنْ/ على عرشِ الرِّيَاسَةِ شِبْهُ عَارِ
كَأَنَّ الكونَ ينظرُ كيف نُلْغي/ مُعادَلَةَ الزَّمَانِ المُسْتَعَارِ..
وكيفَ الأرضُ تخلعُ ثَوْبَ رَقْصٍ/ لِتَلْبَسَ سَيْفَهَا.. أَخْذَاً بِثَارِ..
أخي حَسَنٌ.. وطَمْئِنِّي خِتَامَاً/ على نفسي..عليك.. على الذَّراري
سَتَمْكُثُ بيْنَنا عُمْراً طويلاً/ أَخي .. أمْ راغِبٌ في الإختصارِ؟