ما زال بانكسي يتصدر واجهة الإعلام. رسام الغرافيتي البريطاني الذي يدأب على تضمين أعماله رسائل نقدية، مطعّماً إياها بسخرية يشتهر بها، أشعل الجدل بعد تعمده إتلاف جزء من لوحته الأيقونية «فتاة البالون» عن طريق آلة تمزيق للورق تم دسها داخل إطار العمل نفسه، تزامناً مع إعلان بيعها خلال مزاد احتضنته دار «سوذبي» اللندنية. لكن الضجة سرعان ما خبت بعدما أجمع النقاد على أنها «ضاعفت من قيمة العمل». الحركة الاستعراضية التي وظفها بانكسي كعلامة احتجاج على إيستابليشمنت الفن المعاصر ورواده، لم تعق عملية البيع التي جرت بسلاسةٍ في ما بعد، ليستحصل الفنان لاحقاً على ربح يساوي مليون دولار. وقد أشار المسؤول عن جناح الفن الأوروبي الحديث في دار المزادات المذكورة أليكس برانسزيك لصحيفة الـ «غارديان» البريطانية إلى أن «بانكسي لم يدمر العمل الفني، بل صنع واحداً. نحن سعيدون بأن نؤكد أن اللوحة التي بات اسمها «الحب في الحاوية»، هي أول انتاج فني في التاريخ تجري صناعته داخل مزاد»، ليستكمل لاحقاً إشادته بهذا الإنجاز الذي عدّه «واحداً من التقاليد التاريخية التي اتبعها فنانون كثر كروبرت روسشنبرغ، ميتزجر، تينغلي ولاندي». أما التاجر المختص في رسوم بانكسي أكوريس أنديبا، فقد أدلى بدوره لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بأن «الخطوة كانت مُنظمةً بشكل مبهر»، غير أنه يشكك في ضلوع الدار في هذه العملية، على الرغم من دحض القائمين عليها لهذه النظرية مرات عدة.