في إصداره الجديد الذي نُشر بعد وفاته تحت عنوان «الشعلة»، خطّ ليونارد كوهين (1934ـــ 2016، الصورة) آخر إسهاماته الشعرية ضمن مجموعة متنوعة لاقت استحسان كثيرين. إلا أن قصيدةً فريدة للشاعر والمغني الكندي ـــ الذي لم يتلكأ يوماً عن تأكيد محاباته للاستيطان الاسرائيلي وتلميع صورته ـــ كان قد أنجزها قبل وفاته بعام واحد، لقيت أخيراً انتشاراً هستيرياً على مواقع التواصل الاجتماعي بفعل ما تكتنفه من سخرية ونقد لمغني الراب الأميركي كانييه ويست وما يرمز إليه من ثقافة استهلاكية وسطحية. المقطوعة المعنونة «بـكانييه ويست ليس بيكاسو»، وإن اشتغلت على الاستهزاء من الفنان الرائج ونرجسيته، إلا أنها تقصدت تقديمه كأنموذج فاقع على حالة الهبوط والتقهقر الإبداعي الذي تشهده الساحة الفنية المعاصرة.


وقد تزامن طرحُ القصيدة على تويتر مع الزيارة التي قام بها ويست نهار الخميس الفائت إلى البيت الأبيض لمناقشة مسائل اجتماعية عديدة كـ«إصلاح السجون» و«العنف المسلح»، بغية تسليط الضوء على المسار الذي اتخذه المطرب في استغلال قاعدته الجماهيرية للترويج للرئيس الأميركي الحالي. كذلك، أشار ابن الشاعر الراحل لصحيفة الـ «إندبندنت» البريطانية إلى أن «القصيدة تحتوي على آخر محاولات أبي كشاعر. إن الشعر هو ما كان أبي يعيش لأجله».