واجه «متحف التاريخ الطبيعي» في لندن انتقادات حادّة بعد استضافته أمس الخميس نشاطاً نظّمته السفارة السعودية في العاصمة البريطانية، احتفالاً بـ «اليوم الوطني السعودي» (صادف في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي).أصوات كثيرة علت في وجه هذا الصرح الثقافي، خصوصاً أنّ النشاط (قدّمه السفير السعودي محمد بن نوّاف بين عبد العزيز) يأتي بعد أيّام على اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إثر زيارته السفارة السعودية في إسطنبول. وفيما تتناقل وسائل الإعلام حول العالم أنباء عن قتل خاشقجي المقيم في الولايات المتحدة، اتهم المتحف بقبول «أموال ملطخة بالدماء» من بلد يواصل أيضاً قتل وتجويع المدنيين في اليمن، ويستخدم عقوبة الإعدام لتطبيق القوانين المناهضة للمثلية الجنسية!
وفي محاولة للردّ على المستنكرين (غالبيتهم من الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان الذين اعتصموا في الخارج)، قالت إدارة المتحف إنّ استضافة أنشطة تجارية يعدّ مصدراً مهمّاً للتمويل الخارجي. وفي بيان، أكد المتحف أنّ هذا النوع من الأنشطة يتم «خارج ساعات العمل الرسمية، ويسمح لنا بالحفاظ على مكانتنا كمركز بحث علمي عالمي وجذب الزوار».
وقد انتشر خبر إقامة الاحتفال بعدما قال الكاتب في صحيفة الـ «غارديان» البريطانية، أوين جونز، أمس إنّه تلقى أخباراً تفيد بأنّ «متحف التاريخ الطبيعي» يستضيف احتفال استقبال للسفارة السعودية «الليلة بين الساعة السابعة والتاسعة مساءً بتوقيت غرينينتش»، مضيفاً: «الديكتاتورية السعودية تقتل الآلاف في اليمن وتتهم حالياً باختطاف وقتل صحافي. يجب على المتحف الإلغاء والاعتذار».