لم تكن آخر حلقات برنامج «صباح الخير بريطانيا» اعتياديةً، إذ أن مجموعة الأقاويل والآراء التي أدلت بها الكاتبة البريطانية سكارليت كورتيس كانت كافيةً لتأجيج نار الجدل على منصات التواصل الاجتماعي. في معرض حوارها مع الأديبة أديل باركس حول طبيعة أفلام «ديزني» للرسوم المتحركة، أدانت الناشطة النسوية هذه الأعمال التي تسهم في تسريب «توقعات غير واقعية عن الحياة» إلى أذهان الأطفال والقُصّر من المشاهدين، و ترويضهم على ضرورة الامتثال إلى «النهايات السعيدة بعد العثور على أمير الأحلام». واستأنفت حديثها ذاكرةً: «يمكن أن تضم النهايات حصول البطلة على زوجة، أو أن تختار العيش بمفردها، أو أن تحظى بنجاح مهني كبير، إلا أننا لا نجد أفكاراً كهذه في الأفلام المذكورة».وفي حين دأبت كورتيس على تفنيد الصورة النمطية التي تكرسها النتاجات الكرتونية المعاصرة، والتي تُجسّد النساء في هيئة مثالية (نحيفة، بيضاء العرق، خانعة للرجل الذي يهب إلى التودد إليها واصطيادها في ختام القصة)، حاولت نظيرتها مساجلتها عبر إدراج أمثلة من أعمال أخرى كشريطيْ «رابانزيل» (2012) و«علاء الدين»، حيث يقع الرجل في الخانة نفسها، عندما تقوم البطلة الثرية باجتذابه واستمالته. هذا الأمر دفع كورتيس إلى التعمق في المناحي «العنصرية» التي يكتنفها فيلم «علاء الدين»، والقائمة على «الاستيلاء الثقافي».
اللقاء الساخن الذي اكتظت مواقع الاتصال الجماهيريّ بمجرياته طوال الساعات الفائتة، أثار استهجاناً لافتاً بين صفوف النشطاء والمتابعين، إذ منهم من شاء محاكاة القضية عبر السخرية والهزء من «المغالاة» التي تضمنتها تصريحات كورتيس. أما نسبة ضئيلة أخرى فوجدت في وجهات نظر الناشطة صوابية وموضوعية، خصوصاً أنها لم تكن أول من تداول هذه النظرية، فقد سبقتها ممثلات شهيرات آخرهن كريستين بيل وكيرا نايتلي التي صرّحت منذ يومين أنها لا تسمح لابنتها بمشاهدة بعض أفلام «ديزني»