بعد سنوات من الإغلاق، أعاد «المتحف الوطني» في دمشق فتح أبوابه أمس الأحد أمام الزوّار وعلماء الآثار والباحثين في احتفال حضره ممثلون عن منظمات إقليمية ودولية. وافتتحت وزارة الثقافة قسماً من المتحف يضم قطعاً من عصور مختلفة، في إشارة إلى عودة الحياة لطبيعتها في العاصمة السورية بعد أكثر من سبع سنوات على بدء الحرب. علماً بأنّ المتحف كان قد أُغلق في عام 2012 للحفاظ على مقتنياته الثمينة، فيما نقلت بعض محتوياته وتم تخزين البعض الآخر.
في هذا السياق، نقلت وكالة «سانا» أمس عن وزير الثقافة محمد الأحمد قوله إنّ «المتحف الوطني» في دمشق «أحد أكبر وأهم متاحف العالم، ويحوي مقتنيات تمثل عصارة جهد السوريين وتوثق حضارتهم». وأضاف أنّ الوزارة على استعداد لمواصلة استقدام البعثات الأثرية لمتابعة جهودها في البحث والتنقيب بالمواقع الاثرية السورية. وكانت العديد من المعابد والمواقع الأثرية تعرضت للنهب والتخريب على يد بعض الجماعات المتطرفة خلال السنوات القليلة الماضية.
من جهته، قال محمود حمود، مدير عام الآثار والمتاحف، إنّ إعادة افتتاح المتحف هي إعادة لألق الحياة الثقافية في دمشق، مشيراً إلى أنّ وزارة السياحة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي «ساهما بقدر كبير من أجل إعادة المتحف للحياة».
يرجع تاريخ تأسيس المتحف إلى بدايات القرن العشرين إلا أنّه انتقل لموقعه الحالي المطل على نهر بردى في 1936، وأضيفت إليه بعض الأجنحة والقاعات لاحقاً. يضم هذا الصرح كذلك أقساماً للحضارات المختلفة كما تزدان حدائقه ببعض التماثيل الأثرية.
وبالتزامن مع إعادة الافتتاح، تنظم وزارة الثقافة ندوة على مدى يومين بعنوان «واقع المتاحف ودورها في تعزيز الانتماء الوطني»، بمشاركة علماء من ألمانيا واليابان وفرنسا وبولندا.