توفي أمس الثلاثاء التشكيلي المصري محمد صبري عن عمر ناهز المئة عام. الخبر أعلنه نجله هاني على حسابه على فايسبوك، قائلاً: «إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي إلى رحمة الله والدي وحبيبي الفنان محمد صبري. أسألكم الدعاء». وُلد صبري في 21 كانون الأوّل (ديسمبر) 1917 في القاهرة، وتخرّج من المدرسة العليا للفنون التطبيقية (قسم تصوير) في عام 1937. أقام أوّل معرض خاص للوحاته في صالون «غولدنبرغ» في العاصمة المصرية في 1943، وحصل على الجائزة الأولى في التصوير من «المهرجان الأدبي الفني» الذي أقامته وزارة المعارف العمومية عام 1948.
برع الراحل في استخدام ألوان الباستيل وأطلق عليه زملاؤه وتلامذته لقب «رائد فن الباستيل في مصر»، سيّما أنّها خامة صعبة ذات كثافة عالية تحتاج إلى تمرس كبير في استخدامها.
تقتني الكثير من المتاحف والمؤسسات الرسمية أعماله، منها «المتحف القومي للفن الحديث» في القاهرة، و«متحف الفنون الجميلة» في بلنسية و«متحف الفن المعاصر» في غرناطة، بالإضافة إلى وزارة الخارجية المصرية و«البنك الأهلي المصري»، وغيرها.
وبحسب وكالة «رويترز»، تنوّعت مواضيع لوحاته بين البيئة المصرية، والآثار الفرعونية، والريف المصري، والقاهرة القديمة، والآثار الإسلامية في الأندلس، والحياة الاجتماعية في إسبانيا، والمناظر الطبيعية في المغرب.
من خلال أعماله، أرّخ صبري الأحداث التاريخية التي مرّت بها بلاده فرسم «لوحة معركة بورسعيد» (1956) الموجودة اليوم في «متحف الفن الحديث»، و«لوحة السد العالي» (1966) وهي من مقتنيات «مجلس السوفيت الأعلى» في روسيا، و«لوحة العبور العظيم» (1973) المعروضة في «متحف قصر عابدين».
نال محمد صبري وسام الاستحقاق من درجة فارس من الحكومة الإسبانية عام 1961، ووسام الملكة إيزابيل من ملك إسبانيا عام 1988، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من مصر عام 1997. كما أقامت كلية الفنون التطبيقية في «جامعة حلوان» معرضاً لأعماله في 2017 بمناسبة مئوية ميلاده، غير أنّه لم يستطع الحضور بسبب ضعف صحته.