عندما قرّر غاليري «تيت» (Tate) اللندني الاحتفاء بفينسنت فان غوخ (1853 ــ 1890) للمرة الأولى على مدى خمسة أسابيع في عام 1947، غصّ المكان بالزوّار ومحبي الفن الراغبين في الإطلاع على روائعه الاستثنائية. بين 27 آذار (مارس) و11 آب (أغسطس) 2019، وبعد مرور 45 عاما على ذلك الحدث، يعود طيف الرسام الهولندي الشهير إلى العاصمة البريطانية من خلال ما يقارب 45 لوحة سيستضيفها Tate Britain. الحدث الذي يهدف إلى البحث في علاقة فان غوخ ببريطانيا، يحمل اسم «فان غوخ و بريطانيا»، ويستمدّ فرادته من المدّة الوجيزة (1973 ــ 1876) التي قضاها الفنان تاجراً ونازحاً في إحدى أزقة لندن قبل أن يغدو هائماً في فتنتها. وإلى جانب الأعمال والبورتريهات الموقعة باسمه كـ «ليلة مرصعة بالنجوم على نهر الرون» (1888 ــ مستعارة من متحف «أورسيه» الفرنسي) و «سجناء يتمرّنون» (1890 ــ مستعارة من متحف «بوشكن» الروسيّ للفنون الجميلة)، ستحضر كذلك قطع مستوحاة من مناخات رسمات غوخ وروحيّته الفنية لمبدعين آخرين ككريستوفر وود، وجايكوب إبستين، وفرانك برانغوين. أما مجموعة «دوار الشمس» العائدة إلى ثمانينيات القرن الفائت والتي تصفها مالكتها جوانا غوخ بونجر بأنّها «العمل الوحيد القادر على تجسيد قيمة فينسنت»، فستحجز لنفسها مكاناً بارزاً في الحدث المرتقب نظراً لأهميتها التاريخية.