تمنح «المؤسسة العامة للسينما» في سوريا فرصاً لمخرجين شباب من خلال الأفلام القصيرة التي تجد فرصتها غالباً في المهرجانات، لكنّ عدداً كبيراً من هذه المهرجانات العالمية تقاطع الجهة الحكومية المعنية بصناعة السينما في سوريا بسبب الحرب! مع ذلك، لا يتوقف المخرجون السوريون الشباب عن التجريب أو الإنجاز، في محاولة للافادة من عروض ومهرجانات المؤسسة ولو كانت محلية. هكذا، أنهى المخرج السوري الشاب أوس محمد أخيراً تجربته السينمائية القصيرة «88 خطوة» (إنتاج المؤسسة). يحكي الشريط عن نماذج تعرّضت لشتى أنواع الظلم والعذاب والقهر، خلال الحرب، ولم تنل فرصتها الوافية من الإعلام. شخصيات الشريط مستقاة من الواقع كي تمنح مخرج الفيلم فرصة للتفاعل الأقصى مع مجريات حكايته من دون تزلف أو تجميل. الملفت أن هذه الأفلام تستقطب ممثلين نجوماً، يعبرون من عالم التلفزيون نحو تجارب شبابية، علّها تمكّنهم من الشغل بمنطق مختلف وأسلوبية مكثفة بعيداً عن ثرثرة منجزهم المعتاد. إذ يلعب بطولة «88 خطوة» النجم ميلاد يوسف الذي يسجّل حضوره للمرة الأولى مع المؤسسة. يقول ميلاد لـ «الأخبار» إنّه يجسد دور «شاب مسالم وهادئ تأخذه الظروف مرغماً إلى قلب الزلزال عندما يتم اختطافه من مدينة «عدرا العمالية» إلى سجن التوبة في مدينة دوما القريبة جغرافياً، لكنها بعيدة من ناحية المنطق الحياتي الذي كان سائداً في ظل سيطرة المسلحّين. وبدلاً من الاستسلام واليأس، يجرّب الشاب التعايش مع واقعه الجديد والتأقلم مع الظرف القاهر في نيّة التغلّب عليه. ويخضع الشريط حالياً لعمليات المونتاج ويفترض أن يعرض خلال الفعاليات الشبابية في دمشق!