تحتفل شخصية «تان تان» الكرتونية هذا العام بعيد ميلادها التسعين. لكن العودة إلى الضوء، تترافق مع جدل مرتبط باطلاق ورثة مبتكرها البلجيكي الراحل هيرجيه (1907 ــ 1983) طبعة جديدة من قصة «تان تان في الكونغو» المتهمة بالعنصرية والعائدة إلى سنة 1930. كانت تلك المغامرة في المستعمرة البلجيكية آنذاك من بين قصص «تان تان» الأولى التي وقّعها هيرجيه، وتقوم شركة أرملته بإطلاق نسخة رقمية رمزية بالألوان للاحتفال بمرور 90 عاماً على ظهور الشخصية للمرّة الأولى في إحدى صحف بروكسل في عام 1929. ورفض الناشرون الكلام الذي يؤكد أنّ القصة التي تصوّر أفارقة بوزن زائد وشفاه حمراء يرتدون مآزر تعدّ إشكالية. في هذا السياق، قال روبرت فاندنبرغ للصحافيين أمس الخميس إنّ «الحوار أكثر أهمية، والعمل تفكيك وإنهاء للاستعمار، لا يقل أهمية عن ذلك».ومع ذلك، قال الفنان الكوميدي الكونغولي المقيم في بروكسل، بارلي باروتي، لوكالة «رويترز» إنّه شعر بأن ابتكار طبعة جديدة من العمل في وقت يبدو فيه أنّ الجماعات القومية والعنصرية في ازدياد في أوروبا أمر مشكوك فيه: «نحن حقاً نسأل أنفسنا إذا كانت هذه هي اللحظة المناسبة».
«تان تان في الكونغو» التي أبصرت النور كسلسلة للمرّة الأولى في 1946، تتبع «تان تان» وكلبه «سنوي» وهما يتصارعان مع مهربي الماس والصيادين. وكانت محكمة بلجيكية قد رفضت قبل عشر سنوات طلباً لناشطين كونغوليين لحظر الكتاب. ولفت القضاة يومها إلى أنّ القصّة «تعكس المواقف الاستعمارية في زمنها ولم يكن هناك أي دليل على أن هيرجيه كانت لديه آراء عنصرية».