أعلنت وزارة الآثار المصرية، أمس السبت عن كشف جديد في منطقة تونا الجبل في محافظة المنيا يضم ثلاثة آبار للدفن يؤدي كل منها إلى مقابر محفورة في الصخر تضم نحو 50 مومياء. وتحوي المقابر عدداً من حجرات الدفن حيث المومياوات في حالة جيّدة، وهي عائدة لأشخاص في مراحل عمرية مختلفة، من بينهم 12 طفلاً، وبعضها ملفوف بلفائف كتانية وبعضها الآخر يحمل كتابات بالخط الديموطيقي، وهو أحد الخطوط المصرية القديمة. كما تضم المقابر عدداً من المومياوات لرجال ونساء لا يزال بعضها يحتفظ ببقايا كرتوناج ملون أو عليه كتابات ديموطيقية أسفل القدمين.
في هذا السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، قوله إنّ طرق الدفن داخل تلك المقابر تنوّعت ما بين الدفن داخل توابيت حجرية أو خشبية أو على أرضية المقبرة. وأضاف أنّه تم الكشف أيضا عن أجزاء من برديات تمكن الأثريون بدراسة الكتابات الموجودة عليها من تأريخها في الفترة الممتدة بين بداية العصر البطلمي وحتى العصر الروماني المبكر والعصر البيزنطي، مشدداً على أنّ البعثة لم تجد أسماء مكتوبة باللغة الهيروغليفية.
الكشف الجديد هو نتاج عمل بعثة مشتركة بين وزارة الآثار و«مركز البحوث والدراسات الأثرية» في «جامعة المنيا».
من جهته، قال وزير الآثار خالد العناني إنّ تلك المقابر هي لعائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى أو إلى الفئة الراقية من الطبقة الوسطى بالمجتمع، لافتاً إلى أنّ هذا الكشف يعدّ الأكبر منذ بداية 2019، وتوقّع الإعلان عن اكتشافات عدّة خلال العام الحالي في مواقع مختلفة يجري العمل فيها حالياً.
علماً بأنّ منطقة تونا الجبل استخدمت كجبّانة للإقليم الخامس عشر منذ نهاية الدولة الحديثة في مصر وبداية العصر المتأخر، وتضم العديد من المزارات السياحية مثل مقبرة بيتوزيرس التي اكتشفت عام 1919، والساقية الرومانية، ومقبرة ايزادورا، والجبانة الرومانية.