هذا الشهر، يصدر للبروفيسور الأميركي آندرو فيلدمان كتاب «إرنست: قصة غير محكية في كوبا الثورية». كما هو واضح من العنوان، يدور العمل حول أحد أهم روائيي القرن العشرين إرنست همنغواي (١٨٩٩ ــ ١٩٦١) ويكشف المؤلف «سرقات» همنغواي لأعمال صديق مقرّب له. مع العلم أنّ فيلدمان فضّل وصف العملية بالاستنساخ لا السرقة. وكان إنريك سيربا، وهو صحافي ومؤلف كوبي غير معروف، مراسلاً لإحدى الصحف الكوبية يعمل على دعم اسرته من خلال عمله ويكتب القصص الخيالية في أوقات فراغه. ويبدو أنّ همنغواي الذي استقر في هافانا لفترات متقطعة، كان يبحث عن إلهام للكتابة وقد حظيت كتابات سيربا بإعجابه. هذا ما كشف عنه همنغواي في رسالة غير منشورة للكاتبة مارتا جيلهورن التي اقترن بها في علاقة زواج استمرت فترة قصيرة. وتعتقد جيلهورن أن زوجها أعجب بكتابات سيربا الذي حاول أن يساعده لنشرها باللغة الإنكليزية.في هذا السياق، قال فليدمان إنّ هناك أوجه تشابه كثيرة ولافتة من حيث المواضيع والأسلوب بين قصص أنريك سيربا وأعمال همنغواي اللاحقة بما في ذلك رواية «إن تملك وألا تملك»، و«الشيخ والبحر».
قصة «سيربا ومارلين» التي نُشرت للمرّة الأولى عام ١٩٣٦ مثلاً، تشبه إلى حد كبير رواية «الشيخ والبحر » التي نشرت بتوقيع همنغواي في عام ١٩٥٢. كما أنّ رواية Contraband لسيربا الصادرة في هافانا علم ١٩٣٨ حول قصص التهريب تشبه رواية همنغواي «أن تملك وألا تملك» الصادرة عام١٩٣٧. صحيح أنّ رواية همنغواي أبصرت النور قبل رواية سيربا بعام إلا أنّ فيلدمان يؤكد في كتابه الجديد أنّ همنغواي التقى بسبريا للمرة الأولى عام ١٩٣٤ و قرأ مخطوطة روايته Contraband.