توجّت الكاتبة العمانية جوخة الحارثي، أمس الثلاثاء بجائزة «مان بوكر» الدولية لعام 2019 عن روايتها «سيدات القمر» التي ترجمتها إلى الإنكليزية مارلين بوث. تفوقت الحارثي (41 عاماً) على خمسة منافسين ضمتهم القائمة القصيرة للجائزة من فرنسا وألمانيا وبولندا وكولومبيا وتشيلي. وتدور أحداث «سيدات القمر» الصادرة في عام 2010 عن دار «الآداب» في قرية العوافي العُمانية، حيث تواجه ثلاث شقيقات: «مايا»، التي تزوجت من «عبد الله» بعد مشاكل كثيرة، و«أسماء»، التي تزوجت فقط كواجب اجتماعي، و«خولة»، التي تنتظر حبيبها الذي هاجر إلى كندا. تعكس قصص الشقيقات الثلاث تطوّر عمان من مجتمع تقليدي يمتلك العبيد إلى حداثة معقدة.
علماً بأنّه إلى جانب الرواية الفائزة، أصدرت الكاتبة الحاصلة على شهادة دكتوراه في الأدب العربي من «جامعة إدنبره» روايتين ومجموعتين قصصيتين وبعض قصص الأطفال، بالإضافة إلى دراسات أدبية وأبحاث أكاديمية.
والجائزة التي تمنح سنوياً وتبلغ قيمتها حوالي 63.5 ألف دولار أميركي، تقدّم لأفضل رواية تُرجمت من لغتها الأصلية إلى الإنكليزية ونشرت في المملكة المتحدة، فيما يتقاسم قيمتها المؤلف والمترجم معاً. كما يضاف إلى مبلغ الجائزة ألف جنيه استرليني تمنح لكل من وصل للقائمة القصيرة. أما المترجمة مارلين بوث، فهي أكاديمية أميركية ترجمت أعمالا كثيرة عن العربية، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».

موقع «مان بوكر» الإلكتروني لفت إلى أنّ جوخة الحارثي سجلت اسمها اليوم كـ «أوّل كاتبة عمانية وعربية» تفوز بالجائزة.
وعن العمل الفائز، قالت رئيسة لجنة التحكيم المؤرخة والكاتبة البريطانية بيتاني هيوز إنّه «استحوذ على القلوب والعقول على حد سواء، ويستحق التأمل». كما نقل عنها موقع الجائزة: «جاءت الترجمة أيضاً دقيقة وثرية لغوياً لتمزج في إيقاعها بين الشعر واللغة الدارجة».
وأوضحت لجنة تحكيم الجائزة في حيثيات قرارها، أنّ الرواية تضمّنت «نظرة ثاقبة خيالية وغنية وشاعرية في مجتمع يمر بمرحلة انتقالية، وفي حياة كانت مخفية في السابق».
وكانت اللجنة قد تلقت هذا العام 108 روايات كتبت بخمس وعشرين لغة مختلفة، قبل أن تختار منها 13 رواية للقائمة الطويلة وتستقر لاحقاً على ستة فقط ضمن القائمة القصيرة.
من جهتها، وصفت صحيفة الـ «غارديان» البريطانية الرواية بأنّها تقدّم «لمحة عن ثقافة غير معروفة نسبياً في الغرب»، بينما قالت صحيفة «ذا ناشيونال» أنّها تشير إلى «ظهور موهبة أدبية كبرى»، معتبرة أنّ «سيدات القمر» إنجاز «قوي ومنسوجة بحرفية وبها خيال عميق».