دمشق تحيي ذكرى فاتح المدرّس

  • 0
  • ض
  • ض
دمشق تحيي ذكرى فاتح المدرّس
سكب المدرس المولود في حلب حزنه الريفي في لوحاته

بمبادرة من «غاليري مرسم فاتح المدرس»، و«غاليري مصطفى علي»، وتنسيق ملهم الصالح، احتفى الوسط الثقافي في دمشق أول من أمس، بمرور الذكرى العشرين لغياب فاتح المدرس (1922- 1999). احتشد المرسم بمحبي التشكيلي الرائد في فرصة استثنائية أتاحت لهم إطلالة بانورامية على أبرز أعماله (42 لوحة). تخطيطات بالأبيض والأسود، وكتابات بخط يده، وأعمال مختلفة تنطوي على روح تعبيرية لطالما أكدت بصمته الشخصية، ليس على صعيد تجربته اللونية اللافتة، وإنما على مقترحات المحترف السوري بأكمله. فمنذ بداياته في الأربعينات، سكب المدرس المولود في حلب، في الشمال السوري، حزنه الريفي في لوحاته، وظل لصيقاً بألوانه المستمدة من بيئته الأولى: ألوان التراب وأشجار الزيتون والزهور والسماء الصافية. بقيت الطفولة المستعادة عنواناً لخطوطه وتجلياته اللونية التي تنضح بالمهارة والبساطة والثراء الفلسفي. كما احتضنت أعماله حالات من غيبوبة الاسطورة وغمامية الحلم، واتسعت لنوافذ كثيرة مطلة على الذاكرة والهواجس الطفولية التي تسكن مأسوية الفراغ. هكذا استعدنا مناخاته الثرية وفجيعة غيابه، وسيرة ارتحالاته من جيلٍ إلى آخر. ذلك أن هذا المعلّم، ألقى بظلاله على المشهد التشكيلي طوال نصف قرن، ليس كملوّن فقط، وإنما كشاعر ومفكّر وموسيقي. اليوم، نحن على موعد أخرى مع فاتح المدرّس في «غاليري مصطفى علي»، إذ يستعيد سعد الله آغا القلعة شريطاً كان قد سجّله مع الفنان الراحل عن علاقة الموسيقى باللون. كان المدرّس يرتجل موسيقاه على آلة البيانو بوصفها أرضية نغمية لما سيخطّه على القماشة البيضاء. كما سنشهد عرضاً لفيلم «المدرّس» بتوقيع محمد ملص، وعمر أميرلاي، وأسامة محمد، تليه وقفة ذكريات يستعيد فيها إلياس زيّات أبرز محطات التشكيلي الراحل، فيما سيتناول طلال معلا حداثة المدرّس وتحولات تجربته.

0 تعليق

التعليقات