أتاحت «دار المدى» أخيراً، الأبحاث والدراسات والنقاشات التي خاضها المفكر العراقي الراحل كامل شياع (1954-2008) الذي اغتيل في بغداد إثر عودته من منفاه الأوروبي، معوّلاً على عراقٍ جديد بلا عنف. ثلاثة كتب حملت عناوين لافتة هي «الفلسفة ومفترق ما بعد الحداثة»، و«قراءات في الفكر العربي والإسلامي»، و«تأملات في الشأن العراقي». يرصد المفكر الراحل في كتابه الأول أبرز الأفكار الفلسفية التي شغلت أوروبا بأسئلة ظلّت تبحث عن أجوبة شاملة وجامعة، محاوراً أطروحات فرانسيس فوكوياما صاحب نظرية «نهاية التاريخ»، بالإضافة إلى كتابات فريدريك جيمسون، وتيري ايغلتون، وانتونيو نيغري، وآخرين، في ما يتعلق بأسئلة ما بعد الحداثة، فيما التفت في كتابه الثاني إلى ارتدادات الفكر العربي والإسلامي على اللحظة الراهنة. وفي كتابه الثالث تناول إشكالية العنف في عراق ما بعد صدام حسين بأشكاله المختلفة مثل الارهاب والقتل على الهوية والاختطاف والتهجير، مراهناً على بث الحياة المدنية المشتركة، بطرق باب القيم الأخلاقية، داعياً إلى الخروج من النرجسية الثقافية والتمركز على الذات وإلغاء الآخر. من جهته، يعمل شقيقه فيصل عبد الله على وضع اللمسات الأخيرة على كتاب «أوراق كامل شياع في الشأن الثقافي: الرواية، الفن، الشعر»، ومما كتبه على صفحته في الفايسبوك: «أعادت لي هذه الكتابات زمناً غير منظور يحضر أمامي بقوة في سرداب بهي بمن جاورتهم. زمن ما عادت أدواته القلم والورقة والطابع وساعي البريد وعناوين صناديق البريد للأجنبي، رغم انه مستعمل لحد الآن، حين كنت وقتها أعيد نسخ تلك الكتابات بخط واضح ومقروء. وها أنا للمرة الثانية أجمع تلك الأوراق والقصاصات غير المنضدة او في أدراج الخزانات وأعيد ترتيبها لتخرج بصيغة كتب، رغم ان كامل شياع، من خلال معرفة عن قرب، لم يغره شهرة الكتابة والنشر، بل ظل زاهداً بكل شيء سوى كرم أحاديثه التي لا تمل بتنوعها. أقول أضع هذه العناوين بين أيدي الأصدقاء لنتشارك في استذكار اسم ترك إثره بيننا ومضى». خروج أرشيف كامل شياع إلى النور، إجابة ساطعة على أن اغتيال هذا المثقف العضوي النزية، كان مجرد خطأ مطبعي ووصمة عارفي جبين القتلة».