أول ما عرف به كمال بلاطة هو ملصقاته عن الثورة الفلسطينية في أوائل السبعينات في بيروت وإلى جانبها الكثير من الرسوم والتخطيطات التشخيصية التي كانت تُنشر في المجلات والصحف آنذاك. كانت مشاركته الفنية نوعاً من الالتحام بالثورة الفلسطينية التي كان انبثاقها مبعث الأمل في التخلص من الاحتلال واجتثاثه من جذوره. عاد من واشنطن إلى بيروت عام 1974 للمشاركة في تأسيس «دار الفتى العربي» التي أوجدت في حينه رؤية جديدة لمخاطبة عالم الأطفال وأحلامهم. جمع جيلَ كمال وأصدقائه المقربين من حارة النصارى في القدس ولاؤهم للثورة الفلسطينية وانتماؤهم المتجذّر لتاريخ وحضارة فلسطين. ومن هؤلاء الأصدقاء الفنان الفلسطيني الراحل فلاديمير تماري والشهيد السينمائي هاني جوهرية والموسيقي باتريك لاما وممثل منظمة التحرير في فرنسا سابقاً ابراهيم الصوص. حصل كمال بعد عودته إلى واشنطن على منحة لدراسة الفن الإسلامي من «مؤسسة فولبرايت» عام 1993 وقد شكلت دراساته هذه منقلباً أساسياً في أعماله الفنية التي تحولت كلّياً إلى تجريد حروفي مستوحى من الكتابات والخطوط الهندسية الإسلامية. نفذت معظم تلك الأعمال بتقنية الشاشة الحريرية (Silk screen) التي تسمح بطباعة أكثر من نسخة من الرسمة الواحدة. أعمال كمال اللاحقة نحت أكثر نحو التجريد رغم ربطها بموضوعات مستوحاة هي الأخرى من الحكايات والأساطير الشرقية كما في معرضه الذي أقيم عام 2014 في دبي. عُرف كمال أيضاً بكتاباته النقدية وبتأليفه أو مشاركته في العديد من الكتب والنصوص. رحل كمال وهو متوجه نحو مدينته ومنشأ أحلامه القدس التي لم ينقطع حبله السري عنها، فها هو يطلب من أسرته أن يعود لها ليدفن في أحضانها، ولذلك قصة أخرى حيث حرم الاحتلال أبناء فلسطين من الحياة في بلدهم وهو يفعل كذلك بحرمانهم من العودة بعد موتهم.
* تشكيلي فلسطيني