في الوقت الذي تكتسب فيه حركات اجتماعية وسياسية (مثل «مي تو» و«بلاك لايفز ماتر») زخماً تعيد من خلاله تعريف المشهد الفني عموماً والسينمائي خصوصاً، ترى الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون أنّ الوسيط السينمائي يتجاوز مفهوم العمل التنظيمي. الفنانة البالغة 59 عاماً وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في الدورة الثامنة عشر من «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش»، تؤكد أنّ «السينما لا تتأثر سوى بالناس». وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» على السجادة الحمراء، لفتت إلى أنّ «البشر يعيدون تعريف السينما. والسينما في المقابل تعيد تعريفهم بذواتهم». وتابعت: «أي تحرك اجتماعي أو سياسي يتخذ من السينما وسيطاً له يسير حتماً على الطريق الصحيح. لكن السينما تحتوي كل ذلك لأنّها وسيط يتمتع بحرية ربما أكثر بكثير من الوسائط الأخرى».
وفي ما يتعلّق بمهمتها في رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في الحدث المغربي، أوضحت سوينتون أنّها لا تحب كلمة مسابقة، لأنّه «لا يمكن للفن أن يكون مسابقة. نحن مجتمعون هنا على أمل أن نتمكن من رصد جوهرة سينمائية وتسليط الضوء عليها. لا مجال للقول إن فيلماً أفضل من آخر».
سوينتون التي عملت مع عدد من أشهر مخرجي السينما مثل داني بويل وكاميرون كرو وسبايك جونز وجيم جارموش وويس أندرسون وتيري غيليام، تؤمن بأنّ السينما لا تتجاوز العمل التنظيمي فحسب لكنها أكبر كذلك من حواجز الهوية والتصنيفات الفنية: «تحدثنا عن الهوية الوطنية وهوية النوع وعن الاختلاف بين الفيلم الوثائقي والفيلم الروائي. لكن أود أن اقترح إزالة كل هذه الحواجز. ما يهمني هو حال السينما أن تكون مطلقة الحرية وذاتية تماماً».