عندما انتشر خبر دعوة محازبين ومؤيدين لـ «التيار الوطني الحرّ»، إلى مقاطعة «مترو المدينة»، خال كثيرون أننا أمام نكتة، أو شائعة مغرضة تستهدف رئيس «التيار» جبران باسيل. لكن ما خرج في نشرة أخبار otv، أول من أمس، قطع الشكّ باليقين. إذ اعتبرت المحطة أن عروض «ليالي في حب الثورة» في «المترو»، تتضمن «إهانات وعبارات مبتذلة» بحق باسيل، داعيةً «الملتزمين والمناصرين» الى مقاطعة المسرح البيروتي، واعتبرت أنه «فقد القيمة الثقافية والحضارية وتحوّل الى منصة للشتائم». هي المرة الأولى، التي يحدث فيها أن يدعو رئيس حزب لبناني الى مقاطعة مسرح مهما كان نوعه، في بلد معروف بتعدد ثقافاته وأهوائه الفكرية وطرق مقاربة الحدث السياسي من عين المسرح الغنائي تحديداً. فـ «مترو المدينة» الذي يقدم هذه العروض منذ بدء الحراك الشعبي في منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، يرتكز إلى محاكاة ما حدث في الشارع والتقاط شعاراته ونبضه، وتحويله الى أمسيات غنائية على طريقة موسيقى الأفراح والكباريهات التي كانت منتشرة في مصر في النصف الأول من القرن الماضي. لوحات عدّة يقدمها مجموعة فنانين، ممثلين، راقصين، في تأدية هذه العروض. ويبدو أن استخدام الهتافات والشعارات وانتقالها من الشارع الى المسرح الغنائي، أزعجت المسؤولين في التيار.