قبل أيّام، صدر في فرنسا كتاب بعنوان Le Consentement (الموافقة ــ دار «غراسيه») يحمل توقيع فانيسا سبرينغورا (47 عاماً). وفيه، تتحدّث الأخيرة عن سلوك الكاتب الفرنسي الشهير غبريال ماتزنيف (83 عاماً) تجاهها، وكيف تحرّش بها جنسياً قبل 33 عاماً يوم كان عمرها لا يتجاوز الـ 14. إلى جانب الضجة العارمة التي أثيرت في البلاد بسبب محتوى العمل، تحرّك القضاء الفرنسي للتحقيق في الموضوع. مع العلم بأنّ الكاتب الشهير الحاصل على جائزة «رونودو»، يصرّ على إنكار ارتكاب أي تعدٍّ أو مخالفة، مؤكداً وجود «حب استثنائي» بينه وبين سبرينغورا في ذلك الحين!
تداعيات القضية لم تقف عند هذا الحد، إذ أقدمت منشورات «غاليمار» على خطوة راديكالية غير مسبوقة خلال تاريخها الممتد منذ 140 عاماً. دار النشر العريقة، قرّرت أخيراً سحب كل أعمال (يوميات) ماتزنيف الصادرة تحت اسمها منذ 1990، وعلى رأسها آخر نسخة من L'Amante de l'Arsenal (بين 2016 و2018) التي أبصرت النور في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019. علماً بأنّه في هذه «اليوميات»، يحكي ماتزنيف بإسهاب عن مغامراته الجنسية التي لم يخف يوماً أنّها شملت قاصرين وقاصرات، كما أنّه ظهر مراراً في وسائل الإعلام ليتحدّث عنها، من دون أن يؤدي الأمر يوماً إلى تعرّضه للمساءلة، على الرغم من أن مثل هذه العلاقات مخالفة للقانون الفرنسي، وفق ما ذكرت «نيويورك تايمز». وأشارت الصحيفة الأميركية في الوقت نفسه إلى Les moins de 16 ans (سنة 1974)، أحد أبرز كتبه الذي لم يطبع محتواه أي غموض، كان صريحاً فيه في التعبير عن «هوسه» بالشركاء دون السن القانونية.
في تعليقها على القرار الذي اتخذته، قالت «غاليمار» في بيان إنّ «هذا الإجراء الاستثنائي له ما يبرره للتأكّد من أنّ المعاناة التي تسردها فانيسا سبرينغورا في كتابها وصلت إلينا جميعاً». وتأتي هذه الخطوة الدراماتيكية بعد يوم واحد من تجريد وزير الثقافة الفرنسي، فرانك ريستر، لماتزنيف من معاشه الحكومي الخاص، فيما أسقطته مجلة «لو بوان» الأسبوعية من قائمة كتاب العمود لديها.