إلى الشهيدين العظيمين الحاج قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، شاهدين على ميلاد الطريق.
حسامانِ،
مصنوعانِ من يد (جبريلِ)
بحدِّيهما تمضي عزيمةُ (عزريلِ)

مضا، وحليبُ الشمسِ شِربُهما معاً
يخطَّانِ في لوحِ المعالي بإزميلِ

نقيِّان، ما حزنُ (الفراتِ) وبوحه؟
وما ليلُ (شيرازٍ) وما قلبُ متبولِ

وما تعبٌ في (قاسيونَ)؟
وما هوىً، (دمشقُ) تغنيه بغيرِ مواويلِ

تساما إلى حضنِ السماءِ فحيَّرا
مباسمَها، مَن تبتديهِ بتقبيلِ؟

حسامان لا أغمادَ كي تحتويهما
وقد ولدا والمجدَ، لكن بتفضيلِ!

(تُهابُ سيوفُ الهندِ وهي حدائدٌ)
(فكيف إذا كانت) حسينيَّةَ الطولِ
--
دمٌ مطفأٌ، يستوقدُ الصبحُ نفسَه
بألوانه، يا للدماء/ القناديلِ

وللشهداءِ؛ الماءُ، يخترعونَهُ
من الظمأ المكنونِ في فمِ مرسولِ

فيسقونَ وجهَ الأرضِ، تعشب حرةً
مجللةً صنو العروسِ بإكليلِ

دمُ الشهداء؛ البرقُ يخطفُ نظرةً
تعامت، وإخمادٌ لنار الأباطيلِ

يلوذ به حزنُ الأغاني مشرَّداً
فيسكنه في ثغر أبهجَ مبلولِ

وحريةٍ منه تخضِّبُ كفَّها
وكلُّ خضابٍ زائلٌ دون تبديلِ

وهذا خضابٌ توأمُ الخُلدِ مولداً
عليهِ بخورُ الحقِّ شبَّ بتهليلِ
...
شهيدان كانا شاهدَينِ على اللظى
يسافر من شطِّ (الفراتِ) إلى (النيلِ)

له لهبٌ، من لونِ قلبِ منافقٍ،
تبيد الليالي وهو يجثم كالغولِ

تُشنُّ عليه غارةٌ من كواكبٍ
معجلةٍ مقذوفةٍ دون تعطيلِ

بأيدٍ إذا امتدت، تجوز على المدى،
مطاعينُ في رمحٍ من الضوءِ مصقولِ

‏إذا الفتن الحمراء عقَّدن حبلها
فتلك صعابٌ لا تُحلُّ بتسهيلِ

فأنى (لصهيونٍ) تصدُّ رجومه
ويا بؤسَ (أمريكا) وهذي الأساطيلِ

تظنُّ بها نهر الزمان مجففاً
وأن قياماتٍ فجأن بضلِّيلِ

قضت هكذا الأبطال بين قفارها
نجوم هداياتٍ بأرض أضاليلِ

فإن أشرق الإصباح، هم أوقدو له
وإن ظمأ الماء اصطفوه بتعليلِ
...

خذا بنواصي الدرب، جرَّاهُ مرغماً
وجوزا على ألغامهِ والقنابيلِ

هناك وراء النار، تلمع غايةٌ
بوعدٍ، وقد أسنى لها، غيرِ ممطولِ

هناك تحوكُ (القدسُ) ثوباً مطرزاً
ملوِّحةً فوق الهضابِ بمنديلِ

لقد ضحكَ الزيتونُ إذ كان خصبُهُ
دماءكما، بشرى الحقولِ بمحصولِ

* شاعر لبناني