برعاية من الشرطة المصرية التي ستتولى الحفاظ على الأمن، تنظّم مجموعة من الـ«دي جايز» (المنسقين الموسيقيين) الإسرائيليين مهرجان «حشمليكو» (من كلمة حشمال العبرية وتعني كهرباء)، الذي يشارك فيه منسقون موسيقيون من إيران وسوريا ومصر ولبنان، ودول أخرى. المهرجان يبدأ في 10 نيسان (أبريل) وينتهي في 14 من الشهر نفسه، في التواريخ التي توافق عيد «الفصح» حسب التقويم العبري. أسماء المطبّعين من الفنانين العرب المشاركين في هذا المهرجان الصاخب، التي كُشف عنها حتى الآن هي: Hot Oasis (من مصر)، وNasiri (من إيران)، وSEBZZ (من مصر)، وOUZO (من مصر)، وHisham (من مصر). في المقابل، يشير أحد المنظمين الإسرائيليين لموقع «واللا» العبري، إلى أن «هناك فنانين آخرين، لا نستطيع الكشف عن أسمائهم حتى اللحظة، أولاً للحفاظ على عنصر المفاجأة، وثانياً لكي نحافظ على خصوصيتهم كونهم من دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل».
وبحسب هذا المنظم، فإنه إلى جانب الموسيقى والرقص، ستكون هناك ورش أخرى مثل ممارسة اليوغا؛ وفي اليوم الرابع من المهرجان يبدأ «طقس الكاكاو» وهو طقس روحي يقوم فيه المشاركون من مسلمين ويهود بحضن بعضهم البعض في عناق ضخم، والصلاة كلٌّ على طريقته «لكي يعمّ الأمن والسلام».
اللافت أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية الصادرة سنوياً تصنّف منطقة شبه جزيرة سيناء المصرية كأخطر مكان على السياح الإسرائيليين. مع ذلك، فإنه في عام 2018 مثلاً زار 381 ألف إسرائيلي سيناء، وفي شهر حزيران (يونيو) من العام المنصرم زارها 50 ألف آخرين احتفالاً بعيد «الأسابيع» العبري. اختيار سيناء اليوم، لإقامة مهرجان «حشمليكو» يأتي بعدما طالبت مصر إسرائيل أكثر من مرّة، بالكفّ عن تصنيف سيناء كمكان خطرٍ على السياح الإسرائيليين، واعدةً باتخاذ كل التدابير الأمنية للحفاظ على أمنهم وسلامتهم. اختيار المنظمين لسيناء كمكانٍ لتنظيم المهرجان لا يتوّج الجهود المصرية للحفاظ على أمن الإسرائيليين فقط، وإنما يعبر عن فشل المنظمين في استقدام الموسيقيين الشرق أوسطيين، وخاصة العرب منهم إلى الأراضي المحتلة، بالرغم من أن مشاركة العرب في هذا المهرجان، ولو أنها تجري على أرضٍ عربية، تشكل تطبيعاً واعترافاً بالإسرائيلي المحتل وتقبله على أساس أن «فنه يعفيه من كونه محتلاً، ويجعل حسه المرهف مجرداً من كونه قاتلاً مجرماً». وفق ما قاله المنسق الموسيقي الإسرائيلي، أوري شلوي، لـ«واللا» العبري، فإن «أردوغان (الرئيس التركي)، وخامنئي (المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانيّة)، ونصرالله (الأمين العام لحزب الله)، لن يكونوا سعداء عندما يعرفون بحقيقة أن منسقين موسيقيين أتراكاً وإيرانيين ولبنانيين وعرباً سيُرّقِصون الإسرائيليين على مدى أربعة أيام في سيناء في مهرجان حشمليكو للموسيقى الإكترونية». بدأت فكرة المهرجان قبل ست سنوات بالضبط كجزء من حفلات أصدقاء يهود على شواطئ مستعمرة تل أبيب (بلدة الشيخ مونّس المهجرة) وشواطئ مدينة يافا المحتلة بعدما «خسرت هذه المجموعة أحد الأصدقاء الذي كان يقيم حفلة في منزله فسقط عن علو، ومات إثر ذلك. بعد شهرين من الحادث، قرّر أصدقاؤه الإسرائيليون تنظيم سلسلة من الحفلات لذكراه، وقد لاقت رواجاً هائلاً، فقرروا بعد ذلك إطلاق اسم حشمليكو على مجموعتهم وقد أثار الاسم شهية الراغبين بالمشاركة في الاحتفالات معهم».
قرّر هؤلاء استثمار نجاح حفلاتهم وتوسيع رقعتها، فاختاروا سيناء مكاناً لمهرجانهم، داعين منسقين موسيقيين من العالم العربي للمشاركة، وهذا ما حصل، إذ حضر احتفالهم في السنة الماضية، 300 شخص. أما هذه السنة، فمن المتوقع، بحسبهم، أن يشارك 1000 شخص على الأقلّ. يشير المنظّم الإسرائيلي في هذا السياق، إلى أنّ «علاقات من الألفة ولدت بين المنظمين والمشاركين. بغضّ النظر عما إذا كانوا إيرانيين أو سوريين أو لبنانيين أو من أي مكان آخر من العالم العربي... فإنّ التواصل مع الفنانين العرب، الذين أتى معظمهم من دول ليست لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كان سهلاً ومحبّباً؛ فبينما لا يستطيع هؤلاء القدوم للاحتفال في إسرائيل، بإمكانهم القدوم إلى سيناء للاحتفال، وبذلك، يمكننا التعرف إلى إبداعهم في مجال الموسيقى الالكترونية الخاصة بهم»!