على مدى يومين في بيروت، امتدّت «الندوة الفكرية الشبابية العربية» في دورتها العاشرة، وسط حضور 150 شاباً وشابة، أتوا من مختلف الأقطار العربية وبلاد المهجر. الندوة التي حملت اسم رئيس «المنتدى القومي العربي» صلاح الدين الدباغ، تحدث فيها عدد من الحاضرين، كما شهدت أوراقاً بحثية قدمها الشباب المشاركون حول «صفقة القرن» و«التنمية المستقلة» و«المشروع النهضوي العربي». كذلك تخلّل الندوة إعلان الوزير السابق حسن مراد تخصيص مادة لفلسطين في «مؤسسات الغد الأفضل التربوية». في اليوم الأول الذي توزّع على ثلاث جلسات، تحدث عدنان برجي، عضو «الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي»، لافتاً إلى أن الندوة انعقدت رغم ضآلة الإمكانات وكثرة العقبات، فيما ركّز رئيس «اللجنة التحضيرية» للندوة خليل الخليل، على أهمية التنمية المستقلّة في المشروع النهضوي العربي، بغية تصحيح الخلل البنيوي الذي تعانيه الدول العربية، وتدفع لأجله الأجيال أثمان البطالة والهجرة، مع التشديد على ضرورة تحرير القرار التنموي والقومي من السيطرة الأجنبية. بدورها، تناولت رئيسة «المنتدى القومي العربي بالنيابة»، نشأت الخطيب، في مداخلتها، الضربات الموجعة التي تعرّضت لها الدول العربية، بدءاً بالتنازل والتفريط في الحقوق و«اللهاث وراء التسوية»، وصولاً إلى «صفقة القرن» التي وصفتها بـ «الضربة القاضية لتصفية القضية الفلسطينية»، التي ستترك الشعب الفلسطيني وحده يواجه «القمع والاستيطان والتهويد». أما المديرة العامة لـ«المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن»، رحاب مكحل، فقد أشادت بالشباب المشاركين من المحيط إلى الخليج، وقالت إنّ هذا الأمر يدل على إصرارهم على التواصل وإدراكهم بأن جوهر المؤامرة على «أمتنا هو تجزئتها وتقطيع الأوصال بين أقطارها وأبنائها». الأمر عينه كرّره الأمين العام لـ«المؤتمر الشعبي لفلسطينيّ الخارج»، منير شفيق، إذ أشاد بالمشاركين، الذين برأيه «يملكون الحكمة»، ويرون الأشياء ويقدمون ولا يخافون، بخلاف غيرهم الذين تقاعسوا وبدأوا بالمساومة «حتى لو حافظوا على المبادئ والثوابت».
الأمين العام لـ«اتحاد الطلبة العرب»، نضال عمار، قال في مداخلته إنّ حوار الطلبة والشباب الواعد سيكون بمثابة فرصة للتأكيد على «ثوابتنا القومية ومرتكزات وحدتنا العربية لأننا مستهدفون في هويتنا وانتمائنا وعروبتنا». وفي ختام الجلسة الأولى، ثمّن باسل صلاح الدين الدباغ الذي تحدث باسم عائلة الراحل صلاح الدين الدباغ، دور الشباب وقدرته على تخطي الصعاب وعلى العمل المشترك ونبذ التفرقة وبناء المستقبل. وفي نهاية اليوم الأول، قدّم معن بشور باسم «المركز العربي للتواصل والتضامن»، درعاً تقديرية للمناضل مروان البرغوثي تسلّمها شقيقه مقبل، ودرعاً أخرى للمناضل الجزائري كريم رزقي. بعدها، عُقدت الجلستان الثانية والثالثة، وقدمت أوراق المشاركين. وبعد انتهائهما، أعلن حسن مراد عن اعتماد مادة فلسطين في مناهج مؤسسات «الغد الأفضل» من جامعات ومدارس. وفي اليوم الثاني، استكملت الجلسات حول «التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية» و«التنمية المستقلة والمشاركة الشعبية ومكافحة الفساد»، بالتزامن مع تقديم المزيد من الأوراق البحثية، فيما أشاد بشور في الجلسة الختامية، بمستوى الوعي عند الشباب، ونجاح فكرة التواصل على «قاعدة الحوار الهادئ واحترام الرأي الآخر». بعدها، توجّه المشاركون إلى مخيم برج البراجنة، بدعوة من «المؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية».