افتتحت مصر، اليوم الخميس، هرم زوسر المدرّج في منطقة سقارة، والذي يعود تاريخه إلى نحو 4600 عام، بعد عملية ترميم متقطعة على مدى نحو 14 عاماً وبتكلفة بلغت 6.7 مليون دولار أميركي.شيّد الهرم المهندس إمحوتب في عهد الملك زوسر (2667 ــ 2648 قبل الميلاد) من الأسرة الثالثة، ويبلغ ارتفاعه اليوم نحو 60 متراً، ويتكوّن من ست مصاطب بنيت على مراحل.
الهرم عبارة عن بناء مصمت لكن توجد أسفله مجموعة من الممرات تؤدي إلى بئر الدفن الرئيسية التي يبلغ عمقها 28 متراً وعرضها سبعة أمتار، وهو مدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، قال في مؤتمر صحافي أمام الهرم: «تقوم الدولة حالياً بمشروعات بناء ضخمة في جميع الأنحاء، والاهتمام بهذا الهرم وغيره من الآثار والحفاظ عليها يأتي في مقدمة أولوياتنا ليس لأنه إرث حضاري مصري فقط لكنه أيضا تراث عالمي نحرص على الحفاظ عليه من أجل الإنسانية». وأضاف: «أشعر بالفخر بشكل شخصي اليوم ليس لأني مهندس معماري في المقام الأول أو لأنّنا استطعنا الحفاظ على إرث أجدادنا فحسب لكن لأن هذا المشروع يأتي في إطار عملنا الدؤوب اليوم لبناء مصر الحديثة حتى نترك لأحفادنا ما يفخرون به في المستقبل».
ولم يخضع الهرم لترميم شامل من قبل، لكن في 2003 بلغت المخاطر المحيطة به درجة كبيرة مما استدعى إجراء دراسات علمية لإنقاذه والحفاظ عليه. بدأت عملية الترميم في نهاية عام 2006، لكنّها تباطأت منذ 2011 بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الراحل حسني مبارك ثم استؤنفت جدياً في نهاية 2015.
في هذا السايق، لفت وزير السياحة والآثار، خالد العناني، في المؤتمر نفسه إلى أنّه «نحتفل اليوم بالانتهاء من مشروع درء الخطورة وصيانة وترميم أول وأقدم هرم باق في مصر، وهو هرم الملك زوسر، مؤسس الدولة القديمة وعصر بناة الأهرامات». وتابع: «التقارير التي كانت تأتي من خبراء اليونسكو قبل 2015 كانت سلبية لكن بعد عمليات ترميم سليمة مئة بالمئة وبأياد مصرية بدأت المنظمة تصدر تقارير إيجابية في 2018 وصولا إلى إعادة الافتتاح اليوم»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز»
يأتي مشروع ترميم وصيانة هرم زوسر المدرج قبل أشهر قليلة من إطلاق مشروع تطوير هضبة الأهرامات والافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير نهاية 2020.