مع بدء فيروس كورونا المستجد بتصدّر عناوين الأخبار ولكن قبل أن تغلق الحياة لكبح جماح الوباء، أنهى مخرج مستقل العمل على فيلم حول ما يجري. بفضل توافر المعدات الرقمية الرخيصة نسبياً، نادراً ما يكون هناك الكثير من التأخير في هذه الأيام بين الأحداث الواقعية ــ مثل إعصار ساندي في عام 2012 أو تسونامي اليابان في عام 2011 ــ والأفلام المتعلقة بها. لكن هذا الشريط الجديد الذي يحمل توقيع الكاتب والمخرج والمنتج الكندي ــ الإيراني، مصطفى كيشفاري، غير مألوف لجهة أنّه أُنجز على الرغم من أنّ القصة لا تزال تتكشف.«كورونا» (63 د) يتناول ما يحدث عندما يكون سبعة أشخاص محاصرين في مصعد، ويبدأون في إدراك أنّ أحدهم مصاب بـ «كوفيد ــ 19». نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن كيشفاري (33 سنة) قوله إنّ الفيلم يدور حول الخوف و «دراسة المجتمع والناس والخيارات الأخلاقية... نحن جميعاً في هذه الرحلة معاً».
فانكوفر، المعروفة باسم «هوليوود الشمال»، هي بوابة كندا إلى آسيا، كما أنّها مركز في أزمة «كوفيد ــ 19» في البلاد. مع وصول الأخبار إليها عن «فيروس ووهان»، كانت هناك تقارير متزايدة عن مضايقة الصينيين الكنديين وغيرهم من المتحدرين من أصول آسيوية، فيما انخفض دعم الشركات الصينية ــ الكندية بنسبة تصل إلى 70 في المئة. وكان المخرج في مصعد يقرأ عناوين الصحف عندما خطرت له الفكرة. كيشفاري، الذي يدير أيضاً BC Minorities in Film & TV Society وهي شبكة للفنانين الناشئين من الأقليات، قال: «كانت هناك العديد من الحوادث... في الوقت الذي شرعت فيه مشروعي، لم يكن أحد يعتقد أن الأمر يمكن أن يطال البيض أيضاً، غير أنّ الفيروس لا يميّز».
هكذا، بدءاً من أواخر شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، أمضى الفنان أسبوعين في كتابة السيناريو، في الوقت الذي استغرق فيه تكوين الفريق 10 أيام: «استأجرنا مساحة وقمنا ببناء مصعد، ضمن ميزانية متواضعة».
على مدى ثلاثة أيام في شباط (فبراير) 2020، استغرق الأمر ما يقرب من 70 دقيقة للشروع بالتنفيذ. «كان المال ينفد، والوقت كذلك...».
أما في الخارج، فكان الفيروس يتفشّى بسرعة: «اعتقدنا أنّها ستمرّ... لم يكن بإمكان أحد تخيّل طبيعة الوضع».
كان المخرج الشاب قد خطط لتسليم الفيلم، الذي انتهى قبل إعلان حالة الطوارئ في فانكوفر، إلى المهرجانات. لكن «لسوء الحظ، اختلف الوضع الآن حيث تم إلغاء كل الأحداث الفنية تقريباً على المدى المنظور». ويبدو أن البثّ الرقمي سكون الخيار الأرجح حالياً. وقال المخرج إن الفيلم «يخص الإنسانية».