عن عمر يناهز الـ 70 عاماً، رحل أمس السبت عميد الأغنية الأمازيغية، حميد شريت المعروف بـ «إيدير»، في باريس، وفق ما أعلنت صفحته الرسمية على فايسبوك.فارق «إيدير» الحياة في مستشفى في العاصمة الفرنسية، بعد معاناة قصيرة مع السرطان.
وُلد الراحل في عام 1949 في قرية آيت لحسن النائية في أعالي منطقة القبائل. وعلى الرغم من أنّه كان يدرس الجيولوجيا، غير أنّه توجّه نحو الموسيقى منذ كان في التاسعة من عمره بمساعدة أستاذ العلوم الطبيعية. انتقل عام 1976 إلى الصحراء الجزائرية للعمل في مجال البترول والغاز، حيث اكتشفه زملاؤه ليكتب، ليصبح لاحقاً من أشهر الأصوات في مجال الأغنية الأمازيغية ومن ألمعها في الساحة الفنية الجزائرية.
منذ بداية الثمانينيات، فضّل «إيدير» العيش في باريس، وتبنّى الدفاع عن القضية الأمازيغية، فيما رفض الغناء في الجزائر منذ عام 1979 اعتراضاً على «قمع السلطة» للثقافة الأمازيغية ورفضها الإقرار بالحقوق الثقافية للأمازيغ.
لكن في كانون الثاني (يناير) 2018، كانت المرّة الأولى التي يغنّي فيها الراحل في الجزائر منذ 30 عاماً، إثر الاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية ورسمية في الدستور، عقب تعديلات شباط (فبراير) 2016.
اشتهر «إيدير» بأغنية «افافا اينوفا» المستمدة من الأساطير والتراث القبائلي، بالإضافة إلى «ازواو سمندل اوراغ» و«اسندو»، بينما صدر آخر ألبوماته في 2017.
وبعد الإعلان عن خبر الوفاة، غرّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قائلاً: «ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المرحوم حميد شريت... أيقونة الفن الجزائري وصاحب السمعة العالمية». وأضاف «بهذا المصاب تفقد الجزائر هرماً من أهراماتها. رحمه الله وأدخله فسيح جناته وألهم ذويه و محبيه جميل الصبر والسلوان... إنا لله وإنا إليه راجعون».