في السادس من حزيران (يونيو) الحالي، نشر سليم بركات مقالاً في «القدس العربي» بعنوان «محمود درويش وأنا»، تحدّث فيه عن «أبوّة» الشاعر الفلسطيني الراحل لـ «طفلة من امرأة متزوجة» ضمن سر باح به «شاعر الأرض» خلال جلسة جمعته بالشاعر الكردي في بيت الأخير في نيقوسيا عام 1999. سرّ كان كفيلاً بإشعال الجدل والأسئلة والإشكاليات حول مدى جواز فعل هذا الشيء. وردّاً على مضمون النص، نشر الكاتب أسعد سليم مقالاً في صحيفة الـ «غارديان» المصرية حمل اسم «أنا ومحمود درويش وسليم بركات». بلغة مسفّة، نفى ما جاء في مقال سليم لبركات، وتوجّه إليه بالقول: «يا لك من بارع في الخيال والخيانة... لقد كنتُ حاضراً تلك الجلسة يا أستاذ سليم، ألا تتذكر؟ كنا نحن الثلاثة في منزلك في السويد...». ولفت إلى أنّ درويش أخبره بأنّه في صدد تجربة جديدة، عبارة عن رواية: «عند تلك النقطة عدت أنت يا سليم... لم تكن تعرف عمّا كنّا نتحدّث، لكن محمود درويش استرسل قائلًا: شاعر تزوّج مرّتين ولم يختبر تجربة الأبوة، رغم شهرته التي جابت الآفاق... لكنه أخفى سرّاً دفيناً... يتعلق بأنّ له إبنة من علاقة غير شرعية من امرأة متزوّجة!». وأشار أسعد سليم إلى أنّ الأجواء كانت مرحة في تلك الليلة و«كؤوس الخمر ذهبت بعقولنا»: «هل تتذكر تلك الحقائق يا سليم؟ها أنت تعود مخموراً يا صديقي بعد عشرات السنين، وتخبرنا بقصة ليس لها جذور إلا في مخيلتك...».
إلا أنّ جملة استفسارات وعلامات استفهام يمكن وضعها على مقال أسعد سليم الذي يعرّف نفسه على صفحته الفايسبوكية بأنّه «كاتب كبير»: «كاتب كبير» لكن لغته هزيلة، واسلوبه ركيك، يرتكب أخطاءً املائية ولغوية فاضحة، تنشرها الجريدة من دون تصحيح، الى أي مدى هو أهل بالثقة؟ ويقول أيضاً إنّ السهرة الشهيرة كانت في السويد، فيما يروي سليم بركات أنّ محمود باح له بالسر في نيقوسيا عام 1990 وهذا منطقي أكثر، فهي فترة كانا فيها قريبين، وهي مرحلة (في حال صحّت الحكاية) الغرام والمغامرات والنساء لدى درويش، وزمن البوح، أكثر من آخر أيامه وفي زيارة عابرة الى بيت سليم بركات في السويد…