في ضوء تظاهرات Black Lives Matter الأخيرة، بات تحسين «تمثيل السود والأقليات» في عالم صناعة السينما والتلفزيون يتخذ بعداً إضافياً. غير أنّ ما يجري في الآونة الأخيرة، ولّد جدلاً واسعاً لناحية وجود تركيز «غبي» على حذف أعمال ذائعة الصيت، وفق ما قال كثيرون من العاملين في هذا المجال أمثال مات لوكاس وAnt and Dec.في حين أنّ قرار المنصات التلفزيونية بإزالة أعمال ترفيهية «قديمة»، بما في ذلك Little Britain و The Mighty Boosh و The Dukes of Hazzard و«ذهب مع الريح»، تصدّرت عناوين الصحف، يدعي عدد قليل من النشطاء البارزين في BAME (اختصار لسود وآسيين وأقليات عرقية ــ black, asian and minority ethnic) أنّ الرقابة بأثر رجعي هي مجرّد إلهاء!
أسقطت مجموعة من الإنتاجات المسيئة من أرشيف عدد من منصات البثّ التدفقي كـ HBO Max و«نتفليكس» وBBC iPlayer، على خلفية احتوائها على blackface أو نظراً لأداء شخصياتها العنصري. إلا أنّ الكاتبين عائشة هزاريكا وساتنام سانغيرا قالتا على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ «محو الذعر» من البرامج المحرجة ليس بديلاً عن التعاون مع مواهب BAME.
من ناحيتها، كتبت سانغيرا، وهي مؤلفة كتاب جديد عن التراث الإمبراطوري البريطاني بعنوان EmpireLand يصدر العام المقبل: «هذه الممارسات حمقاء، وستجعل القلق العميق وراء Black Lives Matter يبدو وكأنّه سياسي».
كلام هزاريكا وسانغيرا جاء ردّاً على قرار UKTV (تم التراجع عنه لاحقاً) بإزالة حلقة The Germans من مسلسل Fawlty Towers الكوميدي، حيث تظهر شخصيات عنصرية وكارهة للأجانب.
وأخيراً، دعت مديرة منظمة Black Cinema House، جاكلين ستيوارت، الجمهور إلى مواصلة مشاهدة فيلم Gone with the Wind. وقالت أستاذة دراسات السينما في جامعة شيكاغو: «بسبب الأنماط المستمرة والمؤلمة للظلم العنصري وتجاهل الأرواح السوداء، يجب أن يبقى «ذهب مع الريح» في التداول ويظل متاحاً للتحليل والمناقشة»، وفق ما ذكرت صحيفة الـ «غارديان» البريطانية.
أما بالنسبة لليمان سيساي، الشاعر والكاتب البريطاني، فلا ضير من الترحيب بإزالة البرامج التلفزيونية المسيئة. فهو يعتقد بأنّ هذه الأعمال، كما التماثيل التي أطيح بها أو مهدّدة اليوم، لا تزال تدعم القيم العنصرية التي لا يجب التسامح معها. وأضاف: «لقد قضيت طفولتي متجهماً بسبب برامج مثل It Ain Half Half Mum و Love Thy Neighbour وحتى Rising Damp... بعد ذلك، كنت أذهب إلى المدرسة وأسمع تلك العبارات تبصق في وجهي مع تبرير أنّها كانت على التلفاز الليلة الماضية»!
من جانبه، دعا أرماندو إيانوتشي ، الكاتب ومخرج The Thick of It وVeep، إلى استخدام الإغلاق القسري الحالي لصناعة الترفيه في إعادة تشغيل القطاع بأكمله، مما يمنح فرصاً أكبر للعمل للأقليات والفئات المهمشة في المجتمع، على الشاشة وخلف الكواليس.
وصرّح إيانوتشي لصحيفة الـ «أوبزرفر» بأنّه «سيتم حل المشكلة الآن وفي المستقبل، لذا علينا أن نفكر في ما نفعله بمجرد عودة عجلة الإنتاج التلفزيوني... الأمر متروك للمخرجين والمنتجين للاستفادة بنسبة مئة في المئة من مواهب التمثيل المتاحة.... هذا ليس مكلفاً ولا يتطلب تدريباً أو مخططات أو منحاً مالية أو استثماراً (على الرغم من أن كل ذلك مرحب به دائماً)؛ إنه يتطلب فقط النظر إلى الكم الهائل من مواهب التمثيلية الموجودة».